اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 120
لأهلها في إعلائه
إيّاهم ، وإفلاجه حجّتهم ، ودفعه باطل مَنْ حادهم وناواهم وساماهم ، وأراد إطفاء
نور الله الذي معهم ، وخبرتم مع ذلك ما يصير إليه أهل المعصية من التوبيخ لهم ، والتقصير
بهم ، حتّى يؤول أمرهم إلى تبار وصغار وذلّة وبوار ، وفي ذلك لمَنْ كان له رأي
وموعظة عبرة ينتفع بواضحها ، ويتمسّك بحظوتها ، ويعرف خيرة قضاء الله لأهلها.
ثمّ إنّ الله وله الحمد والمنّ والفضل
هدى الأمّة لأفضل الاُمور عاقبة لها في حقن دمائها ، والتئام ألفتها ، واجتماع
كلمتها ، واعتدال عمودها ، وإصلاح دهمائها ، وذخر النعمة عليها في دنياها ، بعد
خلافته التي جعلها لهم نظاماً ، ولأمرهم قواماً.
وهو العهد الذي ألهم الله خلفاءه [١] توكيده ، والنظر للمسلمين في جسيم أمرهم
فيه ؛ ليكون لهم عند ما يحدث بخلفائهم ثقة في المفزع ، وملتجأ في الأمر ، ولمّاً
للشعث ، وصلاحاً لذات البين ، وتثبيتاً لأرجاء الإسلام ، وقطعاً لنزغات الشيطان
فيما يتطلّع إليه أولياؤه ، ويوثبهم عليه من تلف هذا الدين ، وانصداع شعب أهله ، واختلافهم
فيما جمعهم الله عليه منه. فلا يريهم الله في ذلك إلاّ ما ساءهم ، وأكذب أمانيهم ،
ويجدون الله قد أحكم بما قضى لأوليائه من ذلك عقد اُمورهم ، ونفى عنهم مَنْ أراد
فيها إدغالاً … فأكمل الله بها لخلفائه وحزبه البررة الذين أودعهم طاعته أحسن الذي
عوَّدهم …
فأمْرُ هذا العهد من تمام الإسلام ، وكمال
ما استوجب الله على أهله من المنن العظام ، وممّا جعل الله فيه لمَنْ أجراه على
يديه ، وقضى به على لسانه ، ووفقه لمَنْ ولاّه هذا الأمر عنده أفضل الذخر ، وعند
المسلمين أحسن الأثر فيما يؤثر بهم من منفعته ، ويتسع لهم من نعمته ، ويستندون إليه
من عزّه ، ويدخلون فيه من وزره ، الذي يجعل الله لهم به منعة ، ويحرزهم به من كلّ
مهلكة ، ويجمعهم به من كلّ فرقة ، ويقمع به أهل النفاق ، ويعصمهم به من كلّ اختلاف
وشقاق.
[١] يريد به ما صنعه
أبو بكر حين استخلف ، وما صنعه معاوية حين استخلف ، وجرى الخلفاء من بعده على
منواله.
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 120