اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 119
فأبان الله به الهدى
، وكشف به العمى ، واستنقذ به من الضلالة والردى ، وأبهج به الدين ، وجعله رحمة
للعالمين ، وختم به وحيه.
ثمّ استخلف خلفاءه على منهاج نبوّته حين
قبض نبيه صلىاللهعليهوآله
، وختم به وحيه لإنفاذ حكمه ، وإقامة سنّته وحدوده …
فتتابع خلفاء الله على ما أورثهم الله
عليه من أمر أنبيائه ، واستخلفهم عليه منه لا يتعرّض لحقّهم أحد إلاّ صرعه الله ، ولا
يُفارق جماعتهم أحد إلاّ أهلكه الله ، ولا يستخفّ بولايتهم ويتّهم قضاء الله فيهم
أحد إلاّ أمكنهم الله منه ، وسلّطهم عليه ، وجعله نكالاً وموعظة لغيره ، وكذلك صنع
الله بمَنْ فارق الطاعة التي أمر بلزومها والأخذ بها.
فبالخلافة أبقى الله مَنْ أبقى في الأرض
من عباده ، وإليها صيّره ، وبطاعة مَنْ ولاّه إيّاها سعد مَنْ أكرمها ونصرها ؛
فمَنْ أخذ بحظّه منها كان لله وليّاً ، ولأمره
مطيعاً ...
ومَنْ تركها ورغب عنها ، وحاد الله فيها
أضاع نصيبه ، وعصى ربّه ، وخسر دنياه وآخرته ، وكان ممّن غلبت عليه الشقوة ، واستحوذت
عليه الاُمور الغاوية التي تورد أهلها أفظع المشارع ، وتقودهم إلى شرّ المصارع
فيما يحلّ الله بهم في الدنيا من الذلّة والنقمة ، وصيّرهم فيما عندهم من العذاب
والحسرة.
والطاعة رأس هذا الأمر ، وذروته وسنامه
، وملاكه وزمامه ، وعصمته وقوامه بعد كلمة الإخلاص التي ميّز الله بها بين العباد.
وبالطاعة نال المفلحون من الله منازلهم
، واستوجبوا عليه ثوابهم ...
وبترك الطاعة والإضاعة لها ، والخروج
منها ، والإدبار عنها ، والتبذّل للمعصية بها أهلك الله مَنْ ضلّ وعتا ، وعمي وغلا
، وفارق مناهج البرّ والتقوى.
فالزموا طاعة الله فيما عراكم ونالكم
وألمَّ بكم من الاُمور ، وناصِحوها واستوثقوا عليها ، وارعوا إليها وخالصوها ، وابتغوا
القربة إلى الله بها ؛ فإنّكم قد رأيتم مواقع الله
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 119