responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي    الجزء : 1  صفحة : 108

أمّا معاوية : فقد كان يريد بكلّ وسيلة أن يتورّط المخلصون من شيعة علي في الكوفة بشيء من هذا القبيل حتّى يقتلهم بتهمة الخروج [١] ، وتطغى على تهمة الولاء لعلي عليه‌السلام.

وقد كانت خطّة الحسين عليه‌السلام في قبال ذلك أن يصبر الشيعة ، ويواصلون نشر فضائل علي عليه‌السلام ولو كانوا على أعواد المشانق [٢] ، وأن يفوِّتوا على معاوية خطّته في استدراج الشيعة ؛ ليكونوا خوارج على السلطة ، ومن ثمّ يسفك دماءهم بلا كلفة عليه ، وسيأتي تفصيل ذلك.

الكوفة بعد قتل حجر رحمه‌الله :

بقي زياد بعد قتل حجر وأصحابه ما يقرب من ثلاث سنوات ، جَدَّ فيها بوحشية منقطعة النظير في تصفية الوجوه البارزة من شيعة علي عليه‌السلام التي تصدّت للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لسانيّاً ، تنكر اللعن ، وتنشر فضائل علي عليه‌السلام ، وتترحّم عليه.

قال سُلَيم : اشتدّ البلاء بالأمصار كلّها على شيعة علي عليه‌السلام وأهل بيته ، وكان أشدّ الناس بليّة أهل الكوفة ؛ لكثرة مَنْ بها من الشيعة. واستعمل عليها زياداً.

وجمع له العراقين ، كان يتتبّع الشيعة … فقتلهم على التّهم والظنّ والشبهة تحت كلّ كوكب ، وتحت كلّ حجر ومدر ، وأحلأهم وأخافهم ، وقطع الأيدي والأرجل منهم ، وصلبهم على جذوع النخل ، وسمل أعينهم ، وطردهم وشرّدهم [٣].


[١] خرج على زياد سنة ٥٢ زياد بن خراش العجلي في ثلاثمئة ، فأتى أرض مسكن من السواد ، فسيّر إليه زياد سعد بن حذيفة أو غيره فقتلوهم. وخرج عليه أيضاً معاذ الطائي ، فأتى نهر عبد الرحمن بن أمّ الحكم سنة ٥٢ ، فبعث إليه زياد مَنْ قتله. (ابن الأثير) وفي سنة ٥٣ خرج قريب وزحاف في سبعين بالكوفة ، وزياد بالبصرة ، وخرج آخرون ....

[٢] كما صنع مع رشيد الهجري ، وميثم التمار ، وجويرية بن مسهر ونظرائهم.

[٣] شرح النهج ١٥ / ٤٣.

اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي    الجزء : 1  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست