اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 107
قيل لأبي إسحاق السبيعي : متى ذلّ الناس؟
قال : حين مات الحسن وادّعي زياد وقّتل حجر [٢].
أقول : بموت الحسن عليهالسلام دخل الذلّ على كلّ
الأقطار حين سنّ معاوية سنّة لعن علي عليهالسلام
وسبّه على المنابر ، والكوفة عاشت الذلّ الخاصّ بكونها مركز نصرة علي عليهالسلام.
أمّا الذلّ الذي دخل الكوفة بسبب
استلحاق زياد ، فهو أن يكون الوالي عليها ، وإمام جمعتها ابن زنا ، وهذا الذلّ
تشترك فيه مع البصرة.
أمّا الذلّ الذي دخل عليها بعد قتل حجر
، فهو لعن علي عليهالسلام
أو القتل صبراً ، وهو أشدّ أنواع الذلّ التي مرّت به الكوفة ، وقد بدأ بقتل حجر إذ
لم يقُتل أحد بسبب ذلك قبله.
قال البلاذري : قال الربيع بن زياد وكان
بناحية خراسان لمّا قُتل حجر : هل من ثائر؟ هل من معين؟ هل من منكر؟ قال ذلك
مراراً فلم يجبه أحد ، فقال : أمّا إذا أبيتم فستبتلون بالقتل صبراً على الظلم [٣].
قال الطبري : قال علي : وأخبرني محمّد
بن الفضل ، عن أبيه ، قال : بلغني أنّ الربيع بن زياد ذكر يوماً بخراسان حجر بن
عدي ، فقال : لا تزال العرب تُقتل صبراً بعده ، ولو نفرت عند قتله لم يُقتل رجل
منهم صبراً ، ولكنّها أقرّت فذلّت. فمكث بعد هذا الكلام جمعة [٤] ومات في العام الذي مات فيه ابن زياد.
أقول
:
كلام الربيع كلام مَنْ لم يعرف خطّة
معاوية ، ولا خطّة الحسين عليهالسلام
في مواجهتها.
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 107