اسم الکتاب : روض الجنان في شرح إرشاد الأذهان المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 2 صفحة : 189
أفضل من الفاسق وقد قال عليهالسلام : «يؤذّن لكم خياركم» [١] ولأنّه لا
يؤمن من تطلّع الفاسق على العورات حال أذانه على مرتفع.
وشرط ابن
الجنيد العدالةَ ، فلم يعتدّ بأذان الفاسق ؛ لفقد [٢] الأمانة [٣].
وأُجيب : بأنّ
إطلاق اللفظ في شرعيّة الأذان يتناوله ، ولصحّة أذانه لنفسه فيصحّ لغيره.
ويتّجه قول ابن
الجنيد في منصوب الحاكم الذي يرزق من بيت المال ، فيحصل بالعدل كمال المصلحة.
واعلم أنّ
استحباب كون المؤذّن عدلاً لا يتعلّق بالمؤذّن ؛ لصحّة أذان الفاسق مع كونه
مأموراً بالأذان ، بل الاستحباب راجع إلى الحاكم بأن ينصبه مؤذّناً لتعمّ فائدته.
وأن يكون
المؤذّن (صيّتاً) أي رفيع الصوت ليعمّ النفع به ، ويتمّ به الغرض المقصود
منه ، وهو الإعلام.
ولقول الصادق عليهالسلام في رواية معاوية بن وهب : «ارفع به صوتك» [٤].
ويستحبّ مع ذلك
كونه حسن الصوت لتُقبل القلوب على سماعه.
وأن يكون (بصيراً بالأوقات) عارفاً بها ليأمن الغلط ، ويقلّده ذوو الأعذار.
ولو أذّن
الجاهل في وقته ، صحّ واعتدّ به ؛ لحصول المطلوب.
وأن يكون (متطهّراً) من الحدثين ؛ لقول النبيّ : «حقّ وسنّة أن لا يؤذّن أحد
إلا وهو طاهر» [٥] وقوله عليهالسلام : «لا يؤذّن إلا متوضّئ» [٦].
وليست الطهارة
شرطاً عندنا ؛ لأنّه ذكر ، وليس من شرطه الطهارة ، ولا يزيد على قراءة القرآن ؛
لصحيحة عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «لا بأس أن تؤذّن وأنت على غير طهر ، ولا تقيم
إلا وأنت على وضوء» [٧].
[١] تقدّمت الإشارة
إلى مصادره في ص ٦٤٧ ، الهامش (٢).