ينبغي أن يعمل بهما؟ قال : «قد بيّن [١]
لهم ؛ إذ نهى نفسه وولده». فقلنا : ما منعه أن يبيّن للناس؟ قال : «خشي ألّا يطاع ، فلو أن أمير المؤمنين عليهالسلام ثبتت قدماه أقام كتاب
الله كله والحق كله»[٢].
قال الشيخ ناصر
بن محمد الجارودي ـ نسبة إلى الجارودية إحدى قرى الخط ـ في كتاب ألفه لترتيب
أحاديث علي بن جعفر ، ونظمها في أبواب متّسقة وربما تكلم في بعض المواضع منه ـ بعد
أن نقل حديث علي بن جعفر المذكور ، وأردفه بحديث (التهذيب) أيضا ـ ما صورته : (أقول
: لعلّ المراد [٣] من هذين الحديثين الجمع بين اثنتين من ولد فاطمة عليهاالسلام في النكاح ، يدلّ على ذلك ما رواه الشيخ في (التهذيب)
عن علي بن الحسن عن السندي بن الربيع [٤] عن محمّد بن أبي عمير عن رجل من أصحابنا قال : سمعته عليهالسلام يقول : «لا يحل لأحد أن يجمع بين اثنتين من ولد فاطمة
؛ إن ذلك يبلغها ، فيشق عليها». قلت : يبلغها؟ قال : «إي والله»[٥] انتهى.
والظاهر أن
الشيخ المذكور تبع في هذا الحمل الشيخ المحدث الصالح الشيخ عبد الله بن صالح البحراني
قدسسرهما ، فإنه كان خصيصا به ، فإن الشيخ عبد الله المزبور قدسسره[٦] في كتاب (منية الممارسين في أجوبة الشيخ ياسين) حمل
الخبرين المذكورين على ذلك حيث قال ـ بعد سؤال السائل عن الجمع بين فاطميتين : (هل
يجوز أم لا؟) ـ ما صورته : (ذهب أصحابنا إلى جواز الجمع بينهما ، ولم