الأول [١] بحمل الكمال فيه على ما هو أعم من أن يكون كمالا في نفس
[٢] الأمر ، أو لم يكن كسوء العمل إذا رآه حسنا فابتهج به) [٣].
وهو الأنسب
بأخبار [٤] الباب ، والأول أعم من أن يكون فعله كالأعمال الصالحة
أو لا ، كالصورة الحسنة والنسب الرفيع. والمفهوم من الأخبار [٥] أن للعجب
مراتب ، منها أن يزيّن الشيطان للإنسان سوء عمله فيراه حسنا ؛ لعدم التفاته إلى
مفاسده الظاهرة بأدنى تأمل ، وإخراجه نفسه عن حد التقصير ، فيحسب أنه يحسن صنعا ،
وإليه يشير قوله سبحانه وتعالى (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ
سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً)[٦] ، وقوله سبحانه (الَّذِينَ ضَلَّ
سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ
صُنْعاً)[٧].
قال بعض فضلاء
متأخّري المتأخّرين : (أكثر الجهلة على هذه الصفة ، فإنهم يفعلون أفعالا قبيحة
عقلا ونقلا ، ويعتادون عليها حتى تصير تلك الأعمال بتسويل أنفسهم وتزيين قرينهم من
صفات الكمال عندهم ، فيذكروها ويتفاخروا بها ، ويقولوا : إنا فعلنا كذا وكذا
إعجابا بشأنهم وإظهارا لكمالهم) [٨] انتهى.
أقول : ويدخل
في هذه المرتبة [٩] أصحاب المقالات المبتدعة والأهواء المخترعة ، المخالفون
للشرائع الحقة والنواميس المحقّة [١٠] ، الداخلون في ذلك
[١] في المصدر :
المذكور ، وهو إشارة إلى قوله : هو استعظام العمل الصالح ... ، حيث إنه مذكور ضمن كلام المازندراني أيضا كما اشير له في الهامش
: ٣.