بمجرد العقول الحائرة الفاسدة ، والأوهام البائرة الكاسدة ممّن [١] طبع الشيطان
على قلبه ، وأخذ بمجامع عقله ولبه.
ومنها أن يمن
على الله تعالى بطاعته مع كونها بإقداره سبحانه وتوفيقه وتمكينه ، وله تعالى المنة
فيها وفي غيرها ، وإليه يشير قوله تعالى (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ
أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ
عَلَيْكُمْ)[٢] الآية.
وعلى هاتين
المرتبتين تدل صحيحة علي بن سويد عن أبي الحسن عليهالسلام قال : سألته عن العجب الذي يفسد الأعمال ، فقال : «العجب درجات : منها
أن يزيّن للعبد سوء عمله ، فيراه حسنا ؛ فيعجبه ويحسب أنه يحسن صنعا ، ومنها أن
يؤمن العبد ، فيمن على الله ، ولله عليه [٣]
فيه المن»[٤].
ومنها :
استكثار ما يأتي به من الطاعات واستعظامه ، ومنه ما ورد في رواية إسحاق بن عمار عن
الصادق عليهالسلام قال : إني عالم عابد. فقال عليهالسلام : «كيف
صلاتك؟».
فقال : مثلي
يسأل عن صلاته ، وأنا أعبد الله منذ كذا وكذا؟ فقال : «كيف بكاؤك؟» : فقال : أبكي حتى تجري دموعي. فقال له العالم عليهالسلام : «فإن
ضحكك وأنت خائف أفضل من بكائك وأنت مدلّ ، إن المدل لا يصعد من عمله شيء»[٥].
وفي مرسلة أحمد
بن محمّد عن بعض أصحابنا عن أحدهما عليهماالسلام قال : «يدخل المسجد رجلان أحدهما عابد والآخر فاسق ،
فيخرجان من المسجد والفاسق صدّيق والعابد فاسق ؛ وذلك أنه يدخل العابد المسجد مدلا
بعبادته يدلّ بها ، فتكون فكرته في ذلك ، ويكون فكرة الفاسق في الندم على فسقه ،
ويستغفر الله مما صنع من الذنوب»[٦].
وفي صحيح أبي عبيدة
الحذاء عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «قال