القول في الإباحة حيث استدلّوا بأن خلقه تعالى في [١] هذه الأجسام
الطعم واللون لا بد أن يكون فيه وجه حسن ، وإلّا لجعلها [٢] خالية منها [٣] ، فأجاب قدسسره : (بأنه إنما خلق هذه الأشياء إذا كانت فيها ألطاف
ومصالح وإن لم يجز لنا أن ننتفع بها بالأكل ، بل نفعنا بالامتناع منها ، فيحصل لنا
[بها] الثواب ، كما أنه خلق أشياء كثيرة يصح الانتفاع بها ، ومع ذلك فقد حظرها
بالسمع ، مثل شرب الخمر والميتة والزنا وغير ذلك) [٤] انتهى.
ومجمله أن
العلة مجرّد الانتفاع الحاصل بالثواب بالامتناع من ذلك ، وحينئذ فلا يحتاج إلى
تخصيص في [٥] الآية. ثم إنه قدسسره احتمل أيضا في الجواب (أن الانتفاع بهذه الأشياء قد
يكون بالاستدلال بها على الله تعالى وعلى صفاته ، فليس الانتفاع مقصورا [٦] على التناول
فحسب) [٧] انتهى.
أقول
: ويدلّ على هذا
الوجه الأخير ما ورد في بعض الأخبار المعتمدة في تفسير هذه الآية عن أمير المؤمنين
عليهالسلام قال : «خلق لكم ما في الأرض لتعتبروا به»[٨].
وعلى هذا يسقط
الاستدلال بالآية أصلا ورأسا ؛ لأنه ـ صلوات الله عليه ـ أعرف بظاهره [٩] وخافيه :