قيل : تنويع الخبر
إلى الأنواع المذكورة [٢] لم يكن في عرف القدماء ، بل كان دأبهم العمل بالصحيح فقط.
وهو في اصطلاحهم ما اقترن بما يوجب الوثوق به والركون إليه ، واعتضد بما يقتضي
الاعتماد عليه. إمّا بوجوده في كثير من الاصول المعروفة ، أو بتكرّره في أصل أو
أصلين بطرق مختلفة.
وإمّا باندراجه في
أحد الكتب التي عرضت على الأئمّة عليهمالسلام ، وأثنوا على مؤلّفها [٣] ، ككتاب عبيد
الله بن علي الحلبي المعروض على الصادق عليهالسلام[٤] ، وكتابي [٥] يونس بن عبد
الرحمن [٦] والفضل بن شاذان المعروضين على العسكريّ عليهالسلام[٧].
أو بوروده عن أحد
الجماعة التي [٨] أجمعوا على تصديقهم ، أو تصحيح ما يصحّ عنهم ، أو العمل
بروايتهم ، كزرارة ، وصفوان بن يحيى ، وعمّار الساباطي وأضرابهم.
أو بأخذه من الكتب
التي اعتمد السلف عليها سواء كان مؤلّفها [٩] من الإماميّة ـ ككتاب
الصلاة لحريز ، وكتب ابني سعيد وعليّ بن مهزيار ـ أو غير الإماميّة ، ككتاب حفص بن
غياث القاضي وأمثاله.
وعلى هذا جرى
المحمّدون الثلاثة ، حتّى أنّ الشيخ في العدّة جعل من علامة صحّة الأخبار موافقتها
لأدلّة العقل ، أو لنصّ الكتاب ـ إمّا خصوصه ، أو عمومه ، أو دليله ، أو معناه ،
أو صريحه ، أو فحواه ـ أو للسنّة المقطوع بها ، أو لما أجمعت الفرقة
[١] يظهر من ذكرى
الشيعة ١ : ١٩٣ ، ومدارك الأحكام ١ : ١٢ ، أنّ فيه رواية. ولم أظفر على الرواية.
[٢] الصحيح ، والحسن
، والموثّق ، والضعيف. والقائل هو البهائي في مشرق الشمسين : ٢٤ ـ ٣٢.