أوّلاً
: إنّ الدعاء جاء لطلب المغفرة والرحمة
لهم ، لأنّ ما تحملوه من متاعب في سبيل الزيارة يستوجب الدعاء لهم ، وخصوصاً هو
إمامهم وهم من شيعته وهم مخلوقون من فاضل طينة أهل البيت عليهمالسلام ، فهم إخوان له في
عالم الخلق الأوّل.
وثانيا
: إنّ عامّة الشيعة استحقّوا مرتبة
الغفران ومجالسة الأئمة لإحيائهم الشعائر واقامتهم لها والدفاع عن الدين ، ولا فرق
في ذلك سواء أكان الموالون من صنف عامّة الناس أو من علمائهم ، فإنّ الزيارة هي
موضوع الثواب ، وهي من أعظم وأجلى مصاديق إحياء شعائر الله.
وثالثا
: إن هذه المنزلة لزوار الحسين وقربهم
للأئمة تدور مدار الإخلاص وعدم المانع فهم ليسوا في مستوى واحد ولا في رتبة واحدة
فهم متفاضلون بلا شك ولا شبهة ، لذلك وصفهم الإمام بأوصاف مخصوصة «الّذين أنفقوا أموالهم
، وأشخصوا أبدانهم ، رغبةً في برّنا ، ورجاءً لما عندك في صلتنا
...» إلى قوله «أرادوا
بذلك رضوانك» وهذه الصفات قد
تحصل لعوامّ الناس ولعلمائهم ، فإنّ المدار هو صدق النّيّة.
ورابعا
: إنّ الله يوفّق الزائر للتوبة ، لأنّ
الزيارة من القربات الموجبة للتوبة والغفران.
ومن الواضح أنّه لا استمرار للدين إلاّ
بهذه الشعائر ومن يقيمها ، وهي منُوطة بهذه البقيّة الممتدّة في المجتمع.
وكما أنّ الحسين عليهالسلام قدّم نفسه الشريفة
قربانا لله كي يحمي الدين من الضياع ؛ فعامة الشيعة أيضا ـ عبر التاريخ ـ قدّموا
أيديهم وأرجلهم إلى المتوكّل وإلى غيره من الطغاة ليقطعها ثمنا لزيارته الشريفة ، وإدخالاً
للسرور