فالإمام الصادق عليهالسلام جعل رتبة زوّار
الحسين بمنزلة «المخبتين بالجنّة الّذين لولاهم لانقطعت آثار النبوّة واندرست» [١] ، بل قرنهم بنفسه المقدّسة ، واللافت
للنظر أنّنا لم نجد في مجموع أحاديث الإمام الصادق عليهالسلام
ـ وهي بالآلاف ـ أنّه عليهالسلام
ألْحَقَ صنفا من النّاس بإخوانه أو بنفسه إلاّ زوّار الحسين عليهالسلام.
وإما إن كان عطفاً مغايراً فلم يجعلهم عليهالسلام بمنزلة نفسه أو
بمنزلة إخوانه ، لأنّه دعا لنفسه ـ روحي فداه ـ ، ثمّ دعا لإخوانه [٢] ، ثمّ لزوار قبر الإمام الحسين ، فلو
كان المقصود هو المعنى الثاني فهو يخالف التفسير الأول ، لكن مع كلّ ذلك فيه فضيلة
لزوار الحسين لا يضاهيها فضيلة ، لكونهم خرجوا رغبة في رضوان الله ولإدخال السرور
على قلب رسول الله.
فالإمام دعا لهم وترحم على تلك الوجوه
التي غيرتها الشمس ، وتلك الأعين التي جرت فيها الدمع ، وتلك الشفاه العطشى داعياً
الله لهم الجنة ورضوان وهذا هو دعاء آبائه وأجداده وهو شرف عظيم لزوار قبر الحسين عليهالسلام.
سؤال وجواب
وهنا سؤال قد يرد على أذهان بعض النّاس
، وهو : أن أكثر زوّار الإمام الحسين عليهالسلام
من عامّة النّاس وفيهم المخطئون والمذنبون ، فكيف يُلحقهم الإمام بأوتاد التشيّع
أمثال سلمان ، وزرارة ، والسمريّ؟! ويدعوا لهم بتلك الدعوات المهمة.
الجواب :
[١]ـ وسائل الشيعة ٢٧
: ١٤٢ / ٣٣٤٢٩ ، عن رجال الكشي ١ : ٣٩٨ / ٢٨٦.
[٢]ـ لا نعرف المقصود
من إخوانه ، فقد يكونوا الأربعة المخبتين وقد يكونوا غيرهم.