يلحقه
لاحق ، ولا يفوقه فائق ، ولا يسبقه سابق ، ولا يطمع في إدراكه طامع ، حتّى لا يبقى
ملكٌ مقرّبٌ ، ولا نبيٌّ مرسلٌ ، ولا صدّيقٌ ولا شهيد ، ولا عالم ولا جاهل ، ولا
دنيٌّ ولا فاضل ، ولا مؤمن صالح ، ولا فاجر طالح ، ولا جبّارٌ عنيد ، ولا شيطانٌ
مريد ، ولا خلق بين ذلك شهيد ، إلاّ عرّفهم جلالة أمركم ، وعظم خطركم ، وكبر شأنكم
، وتمام نوركم ، وصدق مقاعدكم
...» فهذا هو اعتقادنا فيهم لا نحيد عنه.
* * *
من كلّ هذه المقدّمة الطويلة يتبيّن لنا
أنّ آية المودّة هي معنىً آخر لقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا
الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ وَإِن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا
بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)[١]
، لأنّ آية المودّة مرتبطة كمال الارتباط بآية البلاغ ، بل إنّ آية البلاغ هي
التطبيق العمليّ لآية المودّة ، فهما معا يرتبطان بأجر الرسالة ، فأحداهما إخبار
وابلاغ من ربّ العالمين ، والأُخرى إلزام وتطبيق ، لأنّه لو لم يبلّغ ولاية الإمام
عليّ عليهالسلام
يوم الغدير فما كان بلّغ رسالته حسب آية البلاغ ، أما آية المودة فه تلزم
مودة القرب وتعتبره أجرا للرسالة المحمدية.
وعليه فالآيتان ـ آية التبليغ وآية
المودّة ـ دالّتان على شيء واحد مرتبط بأجر الرسالة وتبليغها ، وهما أمران
مَولَويّان من الباري جلّ شأنه : (قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْرا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) و (بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ
مِن رَبِّكَ وَإِن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ) ، وكلاهما يرتبط بأمر الولاية والخلافة
الإلهيّة ، لأنّ من والاهم فقد والى الله ، ومن عاداهم فقد عادى الله ، ومن أحبّهم
فقد