لو تأمّلت قوله تعالى : (قُل لاَ
أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) عرفت : أنّ أقرب أقاربه صلىاللهعليهوآله ذرّيّته الّذين هم
بضعة من جسده الشريف ، حتّى نصّ القطب الشعرانيّ قدس سره على أنّه سرى في لحومهم
ودمائهم لحم ودم رسول الله صلىاللهعليهوآله
، فظهر لك ظهورا لا خفاء معه : أنّ أحق النّاس بالتعظيم ذرّيّة الرسول الكريم صلىاللهعليهوآله ، ولا نرتاب في أنّ
جميع ذرّيّة السّيدة فاطمة الزهراء عليهاالسلام
هم ذرّيّة للحضرة المحمّديّة ، وقد جاءت بذلك الأدلّة الواضحة من الكتاب والسنّة [١].
عِظم محل المودّة
إذن فالمودّة في القربي هي أعظم من
مودّة جبرئيل وميكائيل واسرافيل في المنظومة الإلهيّة ، لنزول آية فيهم ولم تنزل آية
في مودّة الملائكة المقربين تجعلها أجرا لجهدهم وعملهم.
بل أن مودتهم هي أعظم من مودّة الأنبياء
جميعا ، لأنّه تعالى جعل أجر الرسالة كلّ الرسالة مودّة هؤلاء النخبة الطاهرة
والمطهّرة ، فهم أعظم من جبرئيل وميكائيل وعزرائيل ، وحتّى أنّهم أعظم من جميع
الأنبياء والمرسلين ـ إلاّ رسول الله صلىاللهعليهوآله
ـ حسبما نصّت عليه الأخبار.
فنحن نخاطبهم في الزيارة الجامعة
الكبيرة ونقول : «فبلغ
الله بكم أشرف محلّ المكرمين ، وأعلى منازل المقرّبين ، وأرفع درجات المرسلين ، حيث
لا
[١]ـ انظر كتاب ضوء
الشمس : ٢٨١ طبعة حلب ، وعنه في ملحقات إحقاق الحقّ ٢٤ : ١٢٤.