responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقائد الحقّة المؤلف : الصدر، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 50

ووجد أنّ موجوداتها مترابطة متشابكة ومتناسبة بعضها مع بعض بأتمّ الإرتباط والتناسب كجهازٍ واحد ، ومجموعة واحدة.

وهذا يدلّ على أنّ خالق جميعها واحد وهو العالِم باحتياجاتها والعارف بإرتباطاتها ، والخبير بما يحتاج العالَم إليه من الأجزاء والجزئيات.

وهذا أمر عقلي واضح يحسّه كلّ ذي تدبّر ، بل هو من البديهيّات العقلية لجميع المستويات البشريّة.

ألا ترى أنّهم يحكمون في المصنوعات البشرية ، كالسيارة مثلاً ، أو الطائرة فرضا بوحدة صانعها ومبتكرها لإنسجام أجزائها وترابطها بعضها مع بعض ولا يمكن أن يكون مخترع هيكل الطائرة غير مبتكر أجنحتها .. ولا يمكن أن يكون مبتكر السيارة غير مبتكر عجلاتها .. مع الحاجة الماسّة إلى تلك الأجزاء فيما بينها.

وكذلك اتّصال التدبير وإرتباط الصنع وتناسب الخلقة في هذا العالَم دليل على وحدة المدبِّر الصانع.

وإذا كرّرت التأمّل في هذا النظام الكوني الكبير المترابط ، وجدت أنّه بالإضافة إلى إرتباطه وتناسبه هو خالٍ عن أي فساد بالرغم من كِبَرِه وعظمته.

وعدم الفساد والإختلال بنفسه دليل على وحدة صانعه وحكمته ، فإنّه لو كانت الآلهة متعدّدة لأختلّ العالم في التدبير ، وفسد في التقدير ، وهذا أيضا أمر محسوس نلاحظه في حياتنا العادية والمظاهر الإجتماعية.

فالفساد يحدث عند التعدّد .. كما إذا تعدّد السلطان في مملكة ، أو تعدّد الحاكم في بلدةٍ ، أو تعدّد الرئيس في عائلة ، بل حتّى إذا تعدّد الروح في بدن واحد بالرغم من محبّة البدن لروحه.

اسم الکتاب : العقائد الحقّة المؤلف : الصدر، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 50
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست