اسم الکتاب : العقائد الحقّة المؤلف : الصدر، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 170
قضيّته
... فهو قريب غير ملتزق ، وبعيد غير متقصّ ، يحقّق ولا يمثّل ، ويوحّد ولا يبعّض ،
يعرف بالآيات ويثبت بالعلامات ، فلا إله غيره الكبير المتعال.
ثمّ
قال عليهالسلام ـ بعد كلام آخر تكلّم
به ـ : حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن جدّه عن أبيه عليهمالسلام
، عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله قال :
ما
عرف اللّه من شبّهه بخلقه ، ولا وصفه بالعدل من نسب إليه ذنوب عباده»
[١].
٥ ـ حديث ابن عبّاس قال : قدم يهودي على
رسول اللّه صلىاللهعليهوآله
ـ يقال له : نعثل ـ فقال : يامحمّد! إنّي سائلك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين ، فإن
أنت أجبتني عنها أسلمت على يدك.
قال :
«سل ياأبا عمارة! فقال : يامحمّد! صف لي ربّك.
فقال
صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّ الخالق لا يوصف
إلاّ بما وصف به نفسه ، وكيف يوصف الخالق الذي يعجز الحواسّ أن تدركه ، والأوهام
أن تناله ، والخطرات أن تحدّه ، والأبصار عن الإحاطة به ، جلّ عمّا يصفه الواصفون
، نأى في قربه ، وقرب في نأيه ، كيّف الكيفية فلا يقال له : كيف ، وأيّن الأين فلا
يقال له : أين ، هو منقطع الكيفوفية والأينونية ، فهو الأحد الصمد كما وصف نفسه ، والواصفون
لا يبلغون نعته ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.