responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقائد الحقّة المؤلف : الصدر، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 109

فإنّه يردّه أنّ العلم ليس علّةً أو سببا للمعلوم ، والثابت في علم اللّه تعالى هو معصية العبد لكن بإختيار نفس العبد ، وبسبب إرادته وبسوء إختياره.

فلا يكون العصيان بسبب علم اللّه تعالى عن ذلك علوّا كبيرا ، وإنّما يكون العصيان بإختيار نفس العبد العاصي.

فاللّه تعالى يعلم أنّ العبد سيختار المعصية ، ويعلم أيضا تبدّل عزمه من المعصية إلى الطاعة إذا انصرف عن العصيان.

فعدم عصيان العبد لا يوجب تبدّل العلم إلى الجهل ، كما توهّمه الخيّامي ؛ لأنّ اللّه الذي أحاط بكلّ شيء علما ، يعلم جميع حالات العبد ، طاعاته ومعصياته وعزماته وإنصرافاته في جميع حركاته وسكناته ، إلاّ أنّه كارهٌ لعصيان عبده ولا يحبّ السوء لعبيده ، فكيف يسبّب عصيانهم أو يجبرهم على المعصية؟!

الشرع والعقل يخالفان هذه الدعوى ويحكمان بأنّ العلم من اللّه لا يسبّب عصيان العبد ، بل أنّ عصيان العبد يكون بخيرة نفسه وإختياره.

كما يستفاد من مثل قوله تعالى : (مَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا) [١] وقوله تعالى : (وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْما فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ) [٢].

وكما تلاحظ بيانه في أحاديث نفي الجبر والتفويض مثل :

١ـ ما رواه يونس بن عبدالرحمن عن غير واحد ، عن أبي جعفر وأبي عبداللّه عليهما‌السلام ، قالا :

«إنّ اللّه عزوجل أرحم بخلقه من أن يجبر خلقه على الذنوب ، ثمّ


[١] سورة الإسراء : (الآية ١٥).

[٢] سورة النساء : (الآية ١١١).

اسم الکتاب : العقائد الحقّة المؤلف : الصدر، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 109
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست