اسم الکتاب : العقائد الحقّة المؤلف : الصدر، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 108
فقد أخبر تعالى وهو الصادق المصدّق ، والحقّ
المطلق ، بأنّه عالم بجميع الأشياء ، فعلمه إحاطيٌ حضوريّ ، يعلم جميع الأشياء ، كلّيها
وجزئيّاتها.
كما لا يمكن أيضا قبول قول الشيخ الرئيس
ابن سينا ، بإستحالة تعلّق علمه تعالى بالمفاهيم ، تمسّكا بأنّه لابدّ للمفاهيم من
وجود خارجيّ أو ذهنيّ والكلّ محال كما نقله عنه في المجمع [١].
فإنّه يردّه أنّ هذه اللابدّية إنّما
تكون في المخلوقين حيث يكون علمهم محدودا وعارضا عليهم ، فلا يتقوّم إلاّ بأن تكون
المفاهيم موجودةً حتّى يتعلّق العلم بها بوجود خارجي أو ذهني .. لا في الخالق
العليم الذي يكون علمه عين ذاته ، وعلمه بجميع الأشياء قبل حدوثها كعلمه بها بعد
حدوثها ، كما يوضّحه الحديث التالي الذي رواه ثقة الإسلام الكليني بسنده عن أبي
بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليهالسلام
يقول :
«لم يزلِ اللّه عزوجل
ربّنا والعلم ذاته ولا معلوم ، والسمع ذاته ولا مسموع ، والبصر ذاته ولا مبصر ، والقدرة
ذاته ولا مقدور.
فلمّا
أحدث الأشياء وكان المعلوم ، وقع العلم منه على المعلوم والسمع على المسموع والبصر
على المُبصَر والقدرة على المقدور ...»
[٢].
كما لا يمكن أصلاً قبول قول الجبرية
بأنّ العلم بالمعصية يصير سببا لوقوعها بدعوى عدم تخلّف المعصية عن ذلك العلم ، لأنّه
لو تخلّفت لتبدّل العلم جهلاً ، كما في البيت الشعري المنسوب إلى الخيّام ..