ونثراً ) في هذا
المقام ليست برهانية بل خطابية. [١]
وقال أيضاً : إن ما قيل في هذا المقام (
انقطاع العذاب وصيروته عذباً ) تمويه وخيال في خيال ، وما أنزل الله بها من
سلطان ، والمتبع في أمثال هذه المسائل نصوص الكتاب والسنة والبراهين
العقلية لا الخطابات الذوقية. [٢]
وبالنسبة إلى العلامة داود القيصري الذي
يقول في شرحه للفصوص : اعلم أن من اكتحلت عينه بنور الحق يعلم أن العالم
بأسره عباد الله ، وليس لهم وجود وصفة إلّا بالله وحوله وقوته ، وكلهم
محتاجون إلى رحمته ، وهو الرحمان الرحيم ، ومن شأن من هو موصوف بهذه الصفات
، ألّا يعذب أحداً عذاباً أبداً ، وليس ذلك المقدار من العذاب أيضاً إلّا
لأجل إيصالهم إلى كمالاتهم المقدرة لهم ، كما يذاب الذهب والفضة بالنار ،
لاجل الخلاص مما يكدره وينقص عياره.
وقد رده الآشتياني بقوله : العذاب
الإلهي ليس من باب تشفي القلب ، وأيضاً الآخرة لا تكون دار تكامل ، والحركة
الاستكمالية في الآخرة غير ممكنة ، بل إذا كان مبدأ العذاب من العوارض
الغريبة في جوهر النفس ، فانه يزول ، وذلك ليس من باب الحركة الاستكمالية ،
والخلود في العذاب لا منافاة له مع الرحمة الالهية ، والرحمة الالهية
والعطيات الربانية في القوابل بحسب استعدادات المظاهر لاعلى سبيل الجزاف ،
والسير التدريجي للروح في صور مباديء العذاب واستحكام بنيان هذه الصور
وتجوهرها وتبديل العرضيات إلى الذاتيات ، ففي هذه الحالة لا ينقطع العذاب
بوجه من الوجوه. [٣]
وفي موضع آخر يحل أيضاً إشكال منافاة
الرحمة الإلهية مع الخلود في