ويحصل من الطاعة
والعصيان أثر في باطن النفس ، وإذا وقعت النفس في صراط الشهوات ، فان تكرر
المعاصي والأعمال القبيحة من النفوس الشريرة يجعل باطن وملكوت النفس أن
يظهر بصورة غير الصورة الظاهرية للإنسان ، وبالنتيجة تصبح بالتدريج منحرفة
عن الصراط الانساني ، ومع أن أصل الفطرة باقية ولها آثار بحسب تكوينها من
العبودية والإقرار بالتوحيد ، إلّا أنها تضعف قليلاً قليلا نتيجة انحرافها
التدريجي عن الصراط الانساني والملكات الحاصلة من الشرارة وحب الدنيا ،
والصور المترتبة على النيات السوء تكون لها في مقابل الفطرة الذاتية بنيان
وأساس مستحكم بحيث يتحول إلى طبيعة ثانوية وطبيعة ذاتية غير قابلة للزوال ،
فان تخلف العذاب في هذه الصورة والخروج من الجحيم وعدم التأذي بنار
الطبيعة وانقطاعها عن المبتلين بالجهل المركب من الأشقياء والكفار ، هو نفس
المعلول عن العلة التامة ، وبمنزلة جواز انفكاك الذاتيات من الذات. [١]
إنتقادات الآشتياني
للعرفاء في قولهم بانقطاع العذاب عن الكفار
وجه الآشتياني حملة قاسية على العرفاء
القائلين بانقطاع العذاب عن الكفار ، إذ يقول عنهم : إن العرفاء مهما
أعجزوا في مقام تقرير الذوقيات ، ولكنهم في البرهانيات عاجزون ومغلولوا
الأيدي ، ومسألة بهذه الأهمية ـ أي بحث الخلود في جهنم ـ التي تعتبر من
الأركان وأصول العقائد ومن نفائس المعارف الإنسانية ، نراهم يحلونها بمطالب
شعرية ضعيفة ، بحيث إن بعض هذه المطالب أوهن من بيت العنكبوت. [٢]
وقال في موضع آخر. بأن الوجوه المذكورة
في كلمات العرفاء ( نظماً