يكون غير جائز
الزوال ، ويكون مبدأ حركة النفس في مراتب العذاب وصور منشأ الآلام أمراً
ذاتياً وجوهرياً ، وبما أن منشأ الحركة هو باطن الذات ، فان حركته في مراحل
العذاب يكون دورياً ، والمتحرك إذا كان حركته من علة موجودة في صميم ذاته ،
ولم يتحقق مانع ودافع عن الحركة لا في خارج الذات ولا في باطن الذات ،
فيلزم أن يكون عذابه دائمياً وغير قابل للزوال ، ومن هنا فان كون حركة
أهالي العذاب وتلبّسهم بالصور المتواردة والمنبعثة دورية وغير مستقيمة ،
مما يجعل النجاة غير ميسورة ، وفي مقابل الفطرة الأصلية تحصل فطرة ثانوية
في وجود النفس بحيث لا يمكن زوالها بعد تجوهرها وانقطاع العذاب في هذا
الموارد ، لا يكون سوى عدم المعلول مع وجود العلة التامة. [١]
وفي موضع آخر يطرح هذا الاستدلال بناءً
على الحركة الجوهرية ، وذلك رداً على النافين للحركة الجوهرية ، والمعتقدين
بأن جوهر النفس في ابتداء الوجود الانساني وقبل ارتكاب المعاصي جوهر مجرد
تام الوجود ، وأن النفس لا تصل إلى مقام التجرد العقلي من جهة الحركة
الذاتية ، وأنها تبقى في نزاهته الذاتية بعد ارتكاب المعاصي ، فلا تتبدل
العرضيات إلى الذاتيات ، وبالنتيجة تزول لمعارضته بالذاتيات ، لأن القسر
ليس بأكثري ولا دائمي ، فتزول صورة النار ، ويلحق الشخص المعذب بأهل
الايمان وسكان الجنان. فيقول الآشتياني رداً على هؤلاء : بناءً على مسلك
أهل الحق ، أي بناءً على الحركة في جوهر النفس الانساني في ابتداء وجوده
أمر بالقوة ، وبعد طي الدرجات النباتية والحيوانية تصل إلى مقام العقل الذي
هو ملاك التكليف ومميز الحسن والقبح ، ويرجع جميع الأفعال الصادرة منها
منطبقة مع الشرع ،