وبالنسبة إلى نفوس البلهاء فيقول عنهم
شيخ الإشراق : أما نفوس البلهاء والصالحين الذين لم يكن معهم معصية باطلة وجهل ضار يجدون الخلاص. [٢]
فيفهم من عبارة الشيخ بأن نفوس البلهاء
الذين يكون معهم معاصٍ باطلة لا يجدون الخلاص من العذاب الأبدي كما هو مذهب الشيه الرئيس ابن سينا.
٥. صدر الدين الشيرازي ( المتوفى ١٠٥٠ ه )
حاول صدر المتألهين الشيرازي التوفيق
بين الشرع الذي أكد في العشرات من الآيات القرآنية على الخلود في جهنم ،
وبين الأصول العقلية التي تبناها ، والدالة على عدم إمكان دوام العذاب على
أحد ، فذهب إلى القول بالخلود النوعي حيث قال : وعندنا أيضاً أصول دالة على
أن الجحيم وآلامها وشرورها دائمة بأهلها ، كما أن الجنة ونعيمها وخيراتها
دائمة بأهلها ، إلّا أن الدوام لكل منهما على معنى آخر. [٣]
وأشار في موضع آخر من كتاب الأسفار إلى
هذا المعنى بقوله : فان قلت : هذه الأقوال الدالة على انقطاع العذاب عن أهل
النار ـ وهي الأقوال التي نقلها عن ابن عربي والقيصري ـ ينافي ماذكرته
سابقاً من دوام الآلام عليهم.
قلنا : لا نسلم المنافاة ، إذ لا منافاة
بين عدم انقطاع العذاب عن أهل النار أبداً ، وبين انقطاعه عن كل واحد منهم في وقت ، [٤]
ومن الأدلة والأصول العقلية التي استند اليها صدر المتألهين في إثبات الخلود النوعي وانكار الخلود الشخصي :
[١].
شهاب الدين سهروردي ، مجموعة
مصنفات شيخ الاشراق
، پرتونامه ، ص ٧٢.