أجمعت الاشاعرة على ثبوت الشفاعة ، فقال
الاهيجى : أجمعت الأمة على ثبوت أصل الشفاعة المقبولة له عليه الصلاة
والسلام ، ولكن هي عندنا لأهل الكبائر من الأمة في إسقاط العقاب عنهم ،
لقوله عليه الصلاة والسلام : « شفاعتي لاهل الكبائر من أمتي » ولقوله تعالى
: ( ... وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ... ) ، [٦]
أي ولذنب المؤمنين لدلالة القرينة ، وطلب المغفرة لذنب المؤمن شفاعة. [٧]
رأي الأشاعرة في
وعيد مرتكب الكبيرة
بما أن الأشاعرة قد قالوا بايمان مرتكب
الكبيرة وجواز شمول العفو الالهي له ، وأثبتوا الشفاعة في حق مرتكب الكبيرة
، لذلك ذهبوا الى أن مرتكب الكبيرة إن مات بلا توبة ، فالمذهب عندهم عدم
القطع بالعفو أو العقاب ، بل إن شاء الله عفا وإن شاء عذب ، وإذا عذبهم لا
يتركهم في النار دائماً ، لان الخلود في النار لا يكون إلّا للكفرة. [٨]