قالوا : إن هذا الفاسق إما أن لا يكون
مستحقاً للعقاب ، أو يكون مستحقاً للعقاب لكنه مع ذلك مستحق للثواب ، ومتى كان الأمر كذلك وجب أن يكون العقاب منقطعاً.
وبيانه : أن هذا الفاسق قبل أن صدر عنه
هذا الفسق كان من أهل الثواب بحكم إيمانه وسائر طاعاته ، أما عندنا فبحكم
الوعد ، وأما عند الخصم فبحكم الاستحقاق ، وإذا صدر عنه الفسق بعد ذلك فإما
أن يصير بسبب ذلك مستحقاً للعقاب ، أو لا يصير كذلك ، فان لم يصر مستحقاً
للعقاب فوجب أن لا يعاقب فضلاً عن أن يكون عقابه دائماً ، وأما إن قلنا إنه
صار بفسقه مستحقاً للعقاب ، فنقول : استحقاق العقاب لا يزيل ما كان ثابتاً
له من استحقاق الثواب ، وإذا كان كذلك وجب أن لا يكون عقابه دائماً. [١]
الماتريدة
الماتريدية أتباع محمد بن محمد بن محمود
أبو منصور الماتريدي المنسوب إلى منطقة ماتريد الواقعة في سمرقد ، ويعتبر
الماتريدي من أئمة الكلام لأهل عند أهل السنة والجماعة ، وكان من أتباع أبي
حنفية في المسائل الفقهية ، وتوفي الماتريدي في سمرقند سنة ٣٣٣ ه ويعتبر
أتباع المذهب الحنفي من أتباع الماتريدي في المسائل الإعتقادية.
والماتريدي في علم الكلام أقل شهرة من
الاشعري ، والسبب في ذلك هو قلة التأليفات لعلماء الحنفية في المسائل الكلامية. [٢]