responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الخلود في جهنّم المؤلف : محمد عبد الخالق كاظم    الجزء : 1  صفحة : 101

٣. ويرى فريق ثالث من المفسرين بأن المراد بالخلود في هذه الآية المكث الطويل لا الدوام [١] لأن الخلود الأبدي في النار مختص بالكفار. وقد ذكره البيضاوي والالوسي [٢] كوجه ثانٍ في تفسير هذه الآية. وهذا الوجه في تفسير الآية مردود لما بيناه فيما سبق من أن الخلود بمعنى الدوام ، بل حتى القائلين بكونها موضوعة لغة للمكث الطويل قالوا بأنه أستعمل في القرآن بمعنى الدوام.

٤. ويرى فريق رابع بأن العقاب المذكور في الآية للقاتل المستحل ، أي من باب انكار التحريم ، وهو موجب للكفر والخلود في العذاب ، وقد اعتبره البيضاوي [٣] أول الوجهين في تفسير الآية ، ونسب هذا القول إلى عكرمة وابن جريج ، [٤] ومال إلى هذا الرأي الشيخ الطوسي والعلامة الطبرسي ، ففي ردهم على المعتزلة في استدلالهم بهذه الآية على خلود مرتكب الكبيرة في النار قالوا : فإنا نقول له ما أنكرت أن يكون المراد به من لاثواب له أصلاً بأن يكون كافراً ، أو أن يكون قتله مستحلاً لقتله ، أو قتله لايمانه ، فانه لا خلاف أن هذه صفة من يخلد في النار. [٥]

ويؤيده ما روي عن سماعة قال : قلت له : قول الله تبارك وتعالى : ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ) قال : « المعتمد الذي يقتله على دينه فذاك التعمد الذي ذكر الله. قال : قلت : فرجل جاء إلى رجل فضربه بسيفه حتى قتله لغضب ، لا لعيب على


[١]. تفسير المراغي ، ج ٥ ، ص ١٢٤.

[٢]. راجع : تفسير البيضاوي ، ج ٢ ، ص ٢٣٧ ؛ روح المعاني ، ج ٥ ، ص ١١٥.

[٣]. راجع : تفسير البيضاوي ، ج ٢ ، ص ٢٣٦.

[٤]. راجع : تفسير المراغي ، ج ٥ ، ١٢٥ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ٢ ، ص ٢٣٦.

[٥]. مجمع البيان ، ج ٣ ، ص ٩٣ ؛ وراجع : تفسير البيان ، ج ٣ ، ص ٢٩٤.

اسم الکتاب : الخلود في جهنّم المؤلف : محمد عبد الخالق كاظم    الجزء : 1  صفحة : 101
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست