دينه ، قتله وهو
يقول بقوله ؟ قال : ليس هذا الذي ذكر في الكتاب ، ولكن يقاد به والدية إن
قبلت. قلت : فله توبة ؟ قال : نعم ، يعتق رقبة ، ويصوم شهرين متتابعين ،
ويطعم ستين مسكيناً ، ويتوب ويتضرع ، فأرجو أن يتاب عليه ». [١]
ويؤيده أيضاً ما روي في سبب نزوله حيث
أنها نزلت في مقيس بن صبابة الكناني ، وجد أخاه هشاماً قتيلاً في بني النجار ، فذكر ذلك لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
فأرسل معه قيس بن هلال الفهري ، وقال له : قل لبني النجار إن علمتم قاتل
هشام فادفعوه إلى أخيه ليقتص منه ، وان لم تعلموا فادفعوا إليه ديته. فبلغ
الفهري الرسالة ، فأعطوه الدية ، فلما انصرف ومعه الفهري وسوس إليه الشيطان
، فقال : ما صنعت شيئاً ، أخذت دية أخيك فيكون سبّة عليك ، أقتل الذي معك
لتكون نفس بنفس ، والدية فضل فرماه بصخرة فقتله ، وركب بعيراً ورجع إلى مكة
كافراً ، وأنشد يقول :
قتلت به فهراً وحمّلت عقله
سراة بني النجار أرباب فارع
فأدركت ثأري واضطجعت موسّداً
وكنت إلى الأوثان أول راجع
فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
لا أؤمنه في حلّ ولا حرم ، فقتل يوم الفتح رواه الضحاك وجماعة من المفسرين. [٢]
ويؤيده كذلك ما روي عن ابن عباس في معنى
قوله ( معتمداً ) فقال : أي مستحلاً لقتله. [٣]
النتيجة : والصحيح هو حمل تفسير الآية
على الوجه ، الرابع وهو كون القاتل مستحلاً في قتله ، ويمكن الاستدلال عليه بالنقاط التالية :
[١].
تفسير العياشي ، ج ١ ، ص ٤٣٠ ؛ وراجع : تهذيب الاحكام ، ج ١٠ ، ص ١٦٤.
[٢].
مجمع البيان ، ج ٣ ، ص ٩٢ ؛ وراجع : تفسير البيضاوي ، ج ٢ ، ص ٢٣٦.
[٣].
راجع : المحرر
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ، ج ٢ ، ص ٩٥ ؛ تفسير
القرآن الكريم
، ج ٤ ، ص ٣٤٤ ، ٣٤٥.