عذبه ، وإن شاء غفر
له ». [١] وقد نسب العلامة الطبرسي [٢] ومحمد عبده [٣]
هذا القول إلى أبي مجلز.
وذهب العلامة الطباطبائي إلى هذا الرأي
حيث قال : بأن قوله تعالى : (
إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن
يَشَاءُ )[٤] وكذا قوله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )[٥] تصلحان لتقييد هذه الآية ، فهذه الآية توعد بالنار الخالدة ، لكنها ليست بصريحة في الحتم ، فيمكن العفو بتوبة أو بشفاعة.
[٦]
وقد أشكل الفخر الرازي على هذا الرأي
بقوله : بأن هذا الجواب ضعيف ، لأنه ثبت بهذه الآية أن جزاء قتل العمد هو
ما ذكر ، وثبت بسائر الآيات أنه تعالى يوصل الجزاء إلى المستحقين ، قال
تعالى : ( مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ )
وقال : (
الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ )
وقال : (
فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ
وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ )
بل إنه تعالى ذكر في هذه الآية ما يدل على أنه يوصل إليهم هذا الجزاء ، وهو قوله : ( وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا )
فان بيان أن هذا جزاؤه حصل بقوله : (
فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا ) فلو كان قوله : ( وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً إخباراً ) عن الاستحقاق كان تكراراً ، فلو حملناه على الاخبار
بأنه سيفعل لم يلزم التكرار ، فكان ذلك أولى. [٧]
وأشكل عليه الشيخ محمد عبده أيضاً بقوله
: وفيه أن الأصل في كل جزاء أن يقع لاستحالة كذب الوعيد كالوعد ، وإن العفو
والتجوز قد يقع عن بعض الأفراد لأسباب يعلمها الله ، فليس هذا تفص من خلود
بعض القاتلين في النار ، والظاهر أنهم يكونون الأكثرين ، لأن الاستثناء
إنما يكون في الغالب للأقلين. [٨]