اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 93
ملموس على أرض
الواقع.
لذلك كان الأنبياء والأئمّة عليهمالسلام يعيشون في وسط
الناس ، ويتفاعلون معهم ، ولم يكونوا منعزلين على قمم الجبال ، أو في الكهوف
والمغارات ، ولا كانوا يتعالون ويترفّعون عن الناس في أبراج عاجية.
ومهما كان مستوى المجتمع من حيث التخلّف
والجهل ، أو من حيث طغيان أجواء الفساد والانحراف ، فإنّ ذلك لا يبرّر الهروب
والعزوف عن الناس لدى المصلحين الإلهيين.
ويبقى صحيحاً أنّ مخالطة الناس وهم
يعيشون حالة الجهل والتخلّف ، أو يخضعون لأجواء الفساد والانحراف ، قد تسبّب
الكثير من الأذى والمعاناة للرجال الإلهيين ، لكنّ ذلك هو طريق التغيير والإصلاح ،
كما أنّه وسيلة لنيل ثواب الله ورضوانه.
والإمام الحسين عليهالسلام نشأ من بداية حياته
الشريفة في عمق الشأن الاجتماعي وفي صميم الأحداث ؛ وذلك لأنّ جدّه رسول الله صلىاللهعليهوآله كان قطب رحى
المجتمع وقائده الأعلى ، وكان أبوه أمير المؤمنين علي عليهالسلام وزير النبي ووصيه
وساعده الأيمن ، بل كان نفسه بنصِّ آية المباهلة [١].
وأمّا أُمّه فاطمة الزهراء عليهاالسلام سيدة نساء العالمين
، ذات الشأن العالي والمكان المرموق في الدين والدنيا ، لا سيما مكانها في قلب
أبيها رسول الله صلىاللهعليهوآله
، فهي بضعته وقلبه وأُمّ أبيها.