اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 94
وممّا يؤكّد حضوره الاجتماعي في المجتمع
الإسلامي النامي في ذلك العصر ، أنّه كانت له حلقة خاصّة غاصّة بالفضلاء وطلاب
العلم والباحثين عن الحقيقة في مسجد جدّه رسول الله صلىاللهعليهوآله
، وقد سأل رجل من قريش معاوية بن أبي سفيان (العدو اللدود للإمام عليهالسلام) أين يجد الحسين عليهالسلام؟
فقاله له معاوية : إذا دخلت مسجد رسول
الله فرأيت حلقة فيها قوم كأنّ على رؤوسهم الطير فتلك حلقة أبي عبد الله عليهالسلام[١].
كان مجلسه عليهالسلام
مجلس علم ووقار ، قد ازدان بأهل العلم من الصحابة ، وهم يأخذون عنه ما يلقيه عليهم
من الأدب والحكمة ، ويسجّلون ما يروون عنه من أحاديث جدّه صلىاللهعليهوآله. ويقول المؤرّخون :
إنّ الناس كانوا يجتمعون إليه ويحفّون به وكأنّ على رؤوسهم الطير ، يسمعون منه
العلم الواسع والحديث الصادق [٢].
وبالفعل كان مجلسه مهوى الأفئدة ، ومتراوح
الأملاك ، يشعر الجالس بين يديه أنّه ليس في حضرة إنسان من عمل الدنيا وصنيعة
الدنيا ، تمتد أسبابها برهبته وجلاله وروعته ، بل في حضرة طفاح بالسكينة كأنّ
الملائكة تروح فيها وتغدو [٣].
لقد جذبت شخصية الإمام الحسين عليهالسلام ، وسموّ مكانته
الروحيّة قلوبَ المسلمين ومشاعرهم ، فراحوا يتهافتون على مجلسه (تهافت الفراش على
منابع