اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 75
الإمام الحسين عليهالسلام ، ولكن كلّ العجب
من اُولئك الجفاة الغلاظ الذي عاملهم الإمام بكلّ رقّة ولطافة وإنسانيّة فقابلوه
بكلّ صلافة وخساسة ودناءة وجحود ، ليس للفضل والإنعام ، بل لأبسط معاني الأخلاق
العربيّة أو الإنسانيّة.
سارَ الإمام الحسين عليهالسلام مِنْ بطنِ
العَقَبةِ حتّى نزلَ شَراف [١]
، فلمّا كانَ السّحر أمرَ فتيانَه فاستقَوا من الماءِ فأكْثروا ، ثمّ سارَ منها
حتّى انتصفَ النّهارُ ، فبينا هو يسيرُ إذ كبَّر رجلٌ مِن أصحابِه ، فقالَ له
الحسين عليهالسلام
: «الله
أكبرُ ، لِمَ كَبَّرتَ؟».
فقال : رأيتُ النخلَ.
فقالَ له جماعةٌ من أصحابه : والله إنّ
هذا المكانَ ما رأينا فيه نخلةً قطُّ.
فقالَ لهم الحسينُ عليهالسلام : «فما تَرَوْنَه؟».
قالوا : نراه والله آذانَ الخيل.
قال عليهالسلام
: «أنا
واللهِ أرى ذلكَ».
ثمّ قال عليهالسلام
: «ما لنا
ملجأ نلجأ إليهِ فنَجْعلُهُ في ظهورنا ونستقبلُ القومَ بوجهٍ واحدٍ؟».
فقلنا له : بلى ، هذا ذو حُسْم إلى
جنبكَ ، تَميلُ إليهِ عَنْ يَساركَ ، فإنْ سبقتَ إليهِ فهو كما تُريدُ ، فأخَذَ
إليهِ ذاتَ اليسارِ ومِلنا معهُ ، فما كان بأسرعَ من أن طلعتْ علينا هوادي الخيل (أعناقها)
فتبينّاها وعدلْنا.