اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 76
فلمّا رأوْنا عدلنا عن الطريق عدلوا
إلينا كأنّ أسنّتهم اليعاسيبُ (ذكور النحل) ، وكأنّ راياتِهم أجنحةُ الطيرِ ، فاستبقْنا
إلى ذي حُسْم فسبقْناهم إليه ، وأمرَ الحسينُ عليهالسلام
بأبنيتهِ (خيامه) فَضُرِبَتْ له خيمةَ ، وجاءَ القومُ زُهاءَ ألفِ فارسٍ معَ
الحُرَّ بن يزيدَ (الرياحي) التّميمي حتّى وقفَ هو وخيلُه مُقابلَ الحسين عليهالسلام في حَرِّ الظّهيرةِ
، والحسين عليهالسلام
وأصحابُه معتمُّونَ متقلِّدون بأسيافِهم.
فقال الحسين عليهالسلام لفتيانه : «اسْقوا القومَ ، وأرْووهُمْ
منَ الماء ِ ، ورشِّفوا الخيلَ ترشيفاً».
ففعلوا وأقبلوا يملؤون القِصاعَ
والطّساس [١]
من الماء ثمّ يُدنونها من الفرسِ ، فإذا عبَّ فيها ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً
عُزِلَتْ عنه وسَقَوا آخرَ ، حتّى سَقَوها (الخيل) كلَّها.
قالَ عليُّ بنُ الطعَّان المُحاربي : كنتُ
معَ الحُرِّ يومئذٍ ، فجئتُ في آخرِ مَنْ جاءَ من أصحابهِ ، فلمّا رأى الحسين عليهالسلام ما بي وبفرسي منَ
العطشِ ، قالَ : «أنِخِ
الراوية». والراويةُ عندي السِّقاءُ ، ثمَّ قالَ
عليهالسلام
: «يابن أخي
، أنخِ الجملَ». فأنَخْتُهُ.
فقال : «اشربْ».
فجعلتُ كلّما شربتُ سالَ الماءُ من السِّقاء (دون فائدة لي).
فقالَ الحسين عليهالسلام : «اخنِثِ السِّقاءَ».
أي أعطفْه ، فلم أدْرِ كيفَ أفعلُ ، فَقامَ
[١]ـ الطساس : جمع طسّ
، وهو معرّب طست ، وهو إناء معروف (مجمع البحرين ٢ ص ٢١٠).
اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 76