اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 74
المتخلّفين عن بيعة
أبيه أمير المؤمنين الإمام علي عليهالسلام
، ولم يجازيه بالمثل وإنّما أغدق عليه الإحسان [١].
ذاك هو الإمام الحسين عليهالسلام ، العملاق الذي
يفيض إنسانيّة لكلّ مَنْ هم حوله ، أو هم من أُمّته ، فإذا رأى معسراً رفع عنه
عسره وفرّج عنه ، وإذا مرَّ بمساكين جلس معهم وواساهم بنفسه الشريفة ، وإذا اجتاز
بفقراء استأنس بهم ودعاهم إلى مأدبته ، فكان عليهالسلام
والد الأيتام ، ومعيل الأيامى والأرامل ، ومعتق العبيد والأرقّاء لوجه الله تعالى.
موقف الحسين عليهالسلام
مع جيش الحرّ
ومواقف الإمام الإنسانيّة في رحلته إلى
الشهادة على صعيد كربلاء هي استثناءات عجيبة غريبة لم تتكرّر إلاّ قليلاً ، وبعضها
لن يتكرّر أبداً ، كقصّته مع الحرّ الرياحي وكتيبة الطليعة التي كانت تعدُّ بألف
فارس ، حين التقوا بالركب المبارك للإمام عليهالسلام
وقد كاد العطش أن يقتلهم.
فعطف عليهم وهم يريدون قتله وسقاهم عن
آخرهم ، وليس الرجال فقطّ بل قال عليهالسلام
: «وَرَشِّفوا
الخيلَ ترشيفاً». أي اسقوها قليلاً
من الماء حتّى تقوى على المسير والحركة بمَنْ عليها من الفرسان في ذاك الحرّ
الشديد.
وكتب السيرة تروي أنّه كان يسقي بعض
الرجال والفرسان بيده الشريفة. وإليك يا أخي الكريم هذه الرواية العجيبة والغريبة
التي كلّما قرأتها تأخذني قشعريرة وحيرة من أمري مثل ذاك الموقف الإنساني ، ولا
عجب من أخلاقيّات