زار المستر روتر (Eldon
Rutter)
مقبرة البقيع عام (١٩٢٥ م) [٢]
بعد تهديمها بأشهر قليلة فكتب : وحينما دخلت إلى البقيع وجدت منظره كأنّه منظر
بلدة قد خُربت عن آخرها ، فلم يكن في أنحاء المقبرة كلّها ما يمكن أن يُرى أو
يُشاهد ، سوى أحجار مبعثرة ، وأكوام صغيرة من التراب لا حدود لها ، وقطع من الخشب
والحديد مع كتل كثيرة من الأحجار والآجر والإسمنت المنكسر هنا وهناك.
قد كان ذلك أشبه بالبقايا المبعثرة
لبلدة أصابها الزلزال فخرّبها كلّها ، ووجدت بجنب السور الغربي للمقبرة أكواماً
كبيرة من ألواح الخشب القديمة ، والكتل الحجرية وقضبان الحديد ، وكان بعض ما جمع
من المواد الإنشائية المبعثرة ، وكُوِّم هناك بانتظام ، وقد أُزيلت الأنقاض من بعض
الممرّات الضيّقة حتّى يتمكن الزائرون أن يمرّوا منها ليصلوا إلى مختلف أنحاء
المقبرة.
فيما عدا ذلك لم يكن هناك ما يدلّ على
شيء من الانتظام ، فقد كان كلّ شيء عبارة عن وعورة تتخلّلها مواد الأبنية المهدّمة
، وشواهد القبور المبعثرة ، ولم يحدث هذا بفعل الزمن وعوارض الطبيعة ، بل صنعته يد
الإنسان عن تقصُّد وعمد.
[١]ـ قبور أئمّة
البقيع ص ٨٢ ، عن كتاب (الرحلة المكية) ـ للسيد عبد الله خان الموسوي.
[٢]ـ راجع موسوعة
العتبات المقدّسة ـ للأستاذ جعفر الخليل ٢ ص ٣٢٥ ـ ٣٢٨.
اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 456