اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 435
فاطمة الزهراء عليهاالسلام!
المسلمون وقبر رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «مَنْ زارني بعد
موتي كمَنْ زارني في حياتي» [١]
، و «مَنْ حجّ ولم يزرني فقد جفاني» [٢].
والمشهور المؤكّد عند أهل البيت الأطهار
عليهمالسلام
أنّ الإمام علياً وفاطمة الزهراء والحسن والحسين (صلوات الله عليهم أجمعين) كانوا
لا ينقطعون ، ولا حتّى يوماً واحداً ، عن زيارة قبر رسول الله صلىاللهعليهوآله. فهذه كتب التاريخ
تذكر مدى حزن وبكاء فاطمة الزهراء على أبيها ، وأنّ أهل المدينة ضجّوا من كثرة
بكائها عليه حتّى اشتكوها إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، فبنى لها بيتاً
خارج المدينة تبكي فيه سمّوه (بيت الأحزان) ، وهو من المشاهد التي هدمها أصحاب
التكفير في السنوات الأخيرة.
حتى إنّها في خطبتها الفدكية وفي مسجد
أبيها رسول الله صلىاللهعليهوآله
، التفت في نهايتها إلى القبر الشريف ، ونادت برفيع صوتها ورنت حزنها ، وهي تحتجّ
على القوم ببيان صحيح ، كأنّما رسول الله كان يتكلّم.
فمما قالت : «أيّها الناس ، اعلموا أنّي
فاطمة ، وأبي محمد صلىاللهعليهوآله
، أقول عوداً وبدءاً ، ولا أقول ما أقول غلطاً ، ولا أفعل ما أفعل شططاً».
إلى أن قالت : «أتقولون مات محمد صلىاللهعليهوآله؟ فخطب جليل استوسع
خرقه ،