responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش    الجزء : 1  صفحة : 436

واستنهر فتقه ، وانفتق رتقه ، وأظلمت الأرض لغيبته ، وكُسفت النجوم لمصيبته ، وأكدت الآمال ، وخشعت الجبال ، وأُضيع الحريم ، وأُزيلت الحرمة عند مماته ، فتلك ـ والله ـ النازلة الكبرى ، والمصيبة العظمى ، لا مثلها نازلة ، ولا بائقة عاجلة» [١]. إلى أن قالت شعراً :

قد كانَ بعدكَ أنباءٌ وهنبثة

لو كنتَ شاهدها لم تكثرِ الخطبُ

إنّا فقدناكَ فَقْدَ الأرضِ وابلها

واختلَّ قومُكَ فاشهدهم وقد نكبوا

وكلّ أهلٍ لهُ قُربى ومنزلة

عندَ الإلهِ على الأدنينِ مقتربُ

أبدتْ رجالٌ لنا نجوى صدورهمُ

لمّا مضيتَ وحالت دونَكَ التّربُ

تجهمّتنا رجالٌ واستُخِفَّ بنا

لمّا فُقِدتَ وكلُّ الإرثِ مغتصَبُ

وكنتَ بدراً ونوراً يُستضاءُ به

عليكَ تنزلُ من ذي العزّةِ الكتبُ

وكانَ جبريلُ بالآياتِ يؤنسنا

فقد فُقِدتَ فكلُّ الخيرِ محتجَبُ

فليتَ قبلكَ كان الموتُ صادفنا

لمّا مضيتَ وحالت دونَكَ الكثبُ

إنّا رُزينا بما لم يُرْزَ ذو شجن

من البريّةِ لا عجمٌ ولا عربُ [٢]

ألم يكن هذا رثاء من سيّدة النساء لأبيها (صلوات الله عليهم)؟ لماذا لم يستنكر عليها المستنكرون يومها ، أم أنّ هؤلاء الوهابيّة أعلم منها ومن الصحابة الذين سمعوها بالكتاب والسنة ـ والعياذ بالله ـ؟!

وهذا شأن الإمام علي عليه‌السلام قبل فاطمة الزهراء عليها‌السلام ، فإنّ قبر أخيه وحبيبه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان ملاذه دائماً وأبداً ، لا سيما حينما قادوه كُرهاً


[١]ـ العوالم ٢ ص ٦٧٣.

[٢]ـ فاطمة الزهراء عليها‌السلام من المهد إلى اللّحد ص ٥٠٢.

اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش    الجزء : 1  صفحة : 436
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست