اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 236
إستراتيجيّة السَّلام
الإسلام دين الحكمة والقرآن الحكيم هو
دستوره ، وهو منزل من حكيم عليم. ورسول الله صلىاللهعليهوآله
وهو أحكم العلماء على مدى العصور والدهور ، باعتراف العدوّ والصديق ، والقاصي
والداني ، وكلّ مَنْ اطّلع على حياته الشريفة وأخلاقه العظيمة لا بدّ أن يأخذه
العجب العجاب من حكمته وخلقه العظيم ، وحنكته السياسيّة الفريدة.
الحكمة : هي وضع الشيء في موضعه المناسب
له كما قالوا في تعريفها ، فهل من الحكمة أن نجبر الخلق على الإسلام أو الإيمان؟
وهل من الحكمة أن يُقاتَل كلّ مَنْ
يخالفنا الرأي؟!
وهل من الحكمة أن نُبيد أهل الأديان
السابقة ؛ لأنّها قد نُسخت بالإسلام؟!
وهل من الأخلاق أن نقتل مَنْ نشاء ، كيف
نشاء ، ومتى نشاء ، دون أيّة ضوابط شرعيّة ، أو أيّة قيود عقليّة ، أو شروط
منطقيّة لذلك؟!
لا هذا ولا كلّ ما يمتّ إليه بصلة من
الإسلام في شيء ، بل الإسلام أمر بعكسه تماماً ، والإسلام هو دين المحبّة والأخوّة
والسَّلام ، وأخلاقيّاته معروفة للجميع ومشهود لها بالطهارة.
(إنّما الأصل الذي يدعو إليه الإسلام هو
السَّلام ، وليست الحروب والمقاطعة ، وما أساليب العنف ، إلاّ وسائل اضطرارية
وشاذّة ، وهي على خلاف الاُصول الأوّليّة الإسلاميّة ، حالها حال الاضطرار لأكل
الميتة وما أشبه ،
اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 236