اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 235
الموتُ أولى من ركوبِ العارِ
والعارُ أولى من دخولِ النارِ
والله ما هذا وهذا
جاري
بين الدم والسيف صراع علني أحياناً وخفي
حيناً آخر ، فإذا كان في العلن انتصر الدم على السيف ، وإذا كان في الخفاء انتصر
السيف على الدم. ومن هنا فإنّ كلّ أعداء السَّلام في التاريخ يريقون الدماء في
الظلام ، ويغسلون عنها أيديهم في العلن ، وماذا سيبقى من الضمير العالمي إذا كان
السَّلام يُذبح كلّ يومٍ بمنظرٍ وبمسمعٍ من كلّ الناس في كلّ مكان.
إنّ الحسين عليهالسلام وقّع على وثيقة
استشهاده ؛ لينقذ السَّلام المذبوح ، وشتان بين مَنْ يقبل التوقيع على وثيقة
إعدامه لينقذ الأُمّة المُحبطة ، وبين مَنْ يوقّع على وثيقة إعدام أُمّته وسلامها
لينقذ نفسه أو حزبه. فالأوّل موقف الشهداء والحسين سيّدهم ، والثاني موقف قاتلي
الشهداء ويزيد رئيسهم.
وعندما بحث الحسين عليهالسلام عن السَّلام كان
يريده للجميع ، فهو ليس من الذين يتحدّثون عن خلاص الأُمّة وهم يتاجرون بآلامها.
وإذا أقمنا الحزن على سيّد الشهداء كلّ
سنة فهو تقصير ، أمّا إذا أقمنا عليه الحزن كلّ ساعة فهذا توقير ، كلّ ذلك لأنّ
السَّلام يُذبح كلّ ساعة ، فالحزن على فقد قلب الحسين الذي بحث عن السَّلام ، فهل
نبحث عن السَّلام في قلب الحسين من جديد؟
ويبقى الحسين هو الشهيد الشاهد على
اغتيال السَّلام بسيوف البغي [١].