اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 224
أمّا الإمام الحسن السبط المجتبى عليهالسلام فإنّه دفع الحكومة
والإمارة كلّها لمعاوية حقناً لدماء المسلمين ، ولوحدتهم وحفظ كلمتهم ، فهو رمز
الوحدة والجماعة إلى هذا اليوم.
قدّمنا هذه المقدّمات ؛ لنصل إلى شواطئ
النور لبحر الحسين السبط عليهالسلام
سيّد الشهداء ، وسيّد شباب أهل الجنّة الذي قتلته هذه الأُمّة ظلماً وعدواناً ، وجرأة
على الله ورسوله ما بعدها جرأة ، ولكن كيف ، ولماذا؟!
الحسين عليهالسلام
ورسالة السّلام والإصلاح
طال البحث حول حركة الإمام الحسين عليهالسلام ، فهل هي ثورة
حقيقيّة كان الهدف منها قلب نظام الحكم في الدولة الإسلاميّة ، والسيطرة بالتالي
على مقاليد الأمور السلطويّة؟ أم إنّها كانت نهضة شعبيّة محدودة دون تأييد جماهيري
؛ ولذا أُبيدت؟
أم إنّها كانت حركة إصلاحيّة سلميّة
جوبهت بقسوة عجيبة ، وعنف غريب لم يسجّل التاريخ له مثيلاً؟!
إنّ الإمام الحسين عليهالسلام كان ابن الإسلام
البار ، بل أصل الإسلام الحقيقي في عصره ، وهو الذي يُعطي الشرعيّة للحكومة التي
تحكم باسم الإسلام ، وإذا لم يعطِ الشرعيّة (بالبيعة) فهذا يعني أنّ الحكومة غير
معترف بها دينيّاً وعقائديّاً ، فهي تسير إلى الفشل بلا شك.
الإمام الحسين عليهالسلام ومنذ اليوم الأوّل
كان يردّ الاعتداء والعنف عن نفسه ، وذلك حين دخل دار الإمارة وحاولوا أن يضربوا
عنقه ، كما أشار مروان بن
اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 224