اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 225
الحكم على والي يزيد
بن معاوية على المدينة ، إلاّ إنّ الإمام عليهالسلام
كان قد اصطحب معه فتيان بني هاشم احتياطاً لمثل هذا العمل الدنيء من الحاكم
وأعوانه ، وكان في كلّ مسيرته النهضويّة مسالماً ، لم يبدأ أحداً بعدوان ، ولم
يشنّ على أحد حرباً.
أمّا عن أهداف الحركة (أو النهضة) الحسينيّة
، فإنّ الإمام عليهالسلام
قال منذ البداية :
«إنّي
لم أخرج أشراً ولا بطراً ، ولا مُفسداً ولا ظالماً ، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في
أُمّة جدّي رسول الله صلىاللهعليهوآله ؛ أريدُ أن آمر
بالمعروف وأنهى عن المنكر ، وأسير بسيرة جدّي وأبي علي بن أبي طالب عليهالسلام
، فمَنْ قبلني بقبول الحقّ فالله أولى بالحقّ ، ومَنْ ردّ عليَّ أصبر حتّى يحكم
الله بيني وبين القوم الظالمين»[١].
فالحركة لطلب الإصلاح في الأُمّة. وهذا
لا يأتي إلاّ بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ وذلك لأنّ بني أُميّة غيّروا
قواعد الإسلام ، وحرفوا الأُمّة عن المحجّة البيضاء والصراط المستقيم ، حتّى فشا
المنكر وقلّ المعروف بكثرة أنصار الأوّل وخذلان الثاني ، حتّى صار الإسلام بحالة
من التقهقر والرجوع إلى العهد الجاهلي ، وهذا لا يمكن السكوت عنه.
فنهض الإمام الحسين عليهالسلام ، وتحرّك لإصلاح
منظومة القيم الإسلاميّة ، وإنقاذ الإسلام من الجاهليّة ، وبالتالي إعادة المجتمع
المسلم إلى أخلاقيّات الإسلام وأحكام القرآن ، وسيرة رسول الله صلىاللهعليهوآله وسنّته الشريفة ، ولكن
كيف؟