اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 223
طالب عليهالسلام لمدّة ثلاث سنوات ،
وتهجير أصحابه مرّتين إلى الحبشة ، ولم يزالوا به حتّى هاجر إلى بلد هجرته مكرهاً [١].
لكنّه وبعد فتح مكة ، وبعد حروب طاحنة
خاضها ضدّ جيش الكفر والشرك المكي وهو في دار غربته ، وعندما أسرهم وتمكّن منهم
قال لهم : «اذهبوا فأنتم الطُّلقاء» [٢].
فالأذى لا يُقابل بالأذى في شريعتنا ، بل
يُقابل بالإحسان والامتنان ، والإطلاق لوجه الله تعالى ، وكذلك فعل أمير المؤمنين
علي عليهالسلام
الذي قال له رسول الله صلىاللهعليهوآله
: «أنت المظلوم من بعدي».
فلقد ظلموه وانتهكوا حرمته ، واقتحموا
عليه داره ، وقتلوا زوجته سيّدة نساء العالمين ، وطفلها الجنين (محسن) ، وساقوه
كالأسير ، وفعلوا أفعالاً يندى لها جبين الإنسانيّة ، إلاّ أنّه كان كثيراً ما
يقول عليهالسلام
: «لأُسالمنَّ ما سلمتْ أمورُ المسلمين ، ولم يكن بها جورٌ إلاّ عليَّ خاصةً» [٣].
ويقول عليهالسلام
: «سلامةُ الدِّين أحبُّ إلينا من غيره» [٤].
هذا هو الشعار ، وهذه هي الممارسة
العمليّة له ، فالسّلام عند أمير المؤمنين علي عليهالسلام
هو السبيل إلى بقاء الدين الإسلامي ، والطريق الأفضل لانتشاره. علينا أن نستفيد من
هذا الدرس العظيم من الإمام علي عليهالسلام
على طول المدى.