فالقراءة والعلم والكتابة والقلم ، تلك
هي أوائل المفردات والمفاهيم التي جاء بها القرآن الكريم لبني البشر ، منذ أكثر من
أربعة عشر قرناً.
وبما أنّ الإمام الحسين عليهالسلام قد تجسّدت في
شخصيته جميع القيم الإنسانيّة والمثل العليا ، حيث التقت فيه عناصر النبوّة
والإمامة البرزخيّة الفاطميّة ، فكان جمّاعاً للفضائل ، ومثلاً من الأمثلة العليا
في الدنيا والدين ، فذّاً من الأفذاذ في التكامل البشري ، ومثالاً جميلاً رائعاً
من أمثلة الرسالة الإسلاميّة ؛
فكان بحقّ أطروحة من أطروحات الإسلام
الخالدة ، بجميع طاقاته ومقوّماته الذاتيّة والرساليّة ، ليهدي الأُمّة وتهتدي به
الأجيال في كلّ زمان ومكان.
علم الإمام عليهالسلام
وبما أنّ العلم هو ذروة القيم
الإسلاميّة ، فإنّنا نقف على أعتاب الإمام الحسين عليهالسلام
؛ لنطلّ من خلاله وبعض كلماته النورانيّة على بحره الذي لا ينزفه المنح ، ويلا
ينقصه الكيل مهما كان عظيماً ، لأنّه بحر عظيم وشاسع ، ونبع نوراني فيّاض بالنور
والهدايّة ، فهو كالشمس في كبد السّماء.
وعلم الإمام ليس كالعلوم الكسبيّة التي
نعرفها ، بل هو نور من الله يؤيّد به الإمام المفترض الطاعة ، فيعلم كلّ الذي
يحتاجه عندما يحتاجه ؛ إمّا بالإلهام ، أو