وعليه فإنّك تجد أنّ الشريعة الإسلاميّة
هي أكمل الشرائع وأسهل القوانين لتنظيم وتقويم الحياة البشريّة من البدايّة وحتى
النهايّة ، من قبل انعقاد النطفة وحتى تسوية تراب القبر ، كلّ ذلك بمناقبيّات
رائعة ، وأدبيّات ذائعة ، يعرفها الجميع من أفراد الأُمّة بالإجمال ، وتغيب عن
أكثرهم بالتفصيل ، ولكن لا أحد يقول أنّها ليست موجودة.
فالقيم الإسلاميّة ، والقواعد
الأخلاقيّة تنطلق من عالم حكيم حيّ قيوم قدير ، ذاك هو الله العليّ العظيم سبحانه
وتعالى ، وليست من أيّ شيء أو فكر آخر ؛ لأنّ أيّ آخر هو ناقص وقاصر لأنّه مخلوق ،
أمّا شرعنا المقدّس فإنّه من الكامل المطلق ، من الخالق العظيم.
ومشرِّع قوانين الإسلام هو الله سبحانه
الذي يعلم حقيقة الإنسان وما يصلحه في الدنيا والآخرة ، وهو أعلم به من نفسه مهما
كان ذكيّاً ، أو ادّعى العبقريّة في مجال من المجالات العامّة.
وربما تكون قيمة العلم والمعرفة أرقى
القيم الإنسانيّة في الدين الإسلامي الحنيف ؛ ولذا يقول بعض الفلاسفة عن تعريف
الإنسان : بأنّه حيوان متعلّم ، أو مثقّف ، نجد أنّ أوّل سورة نزلت من كتابنا
المقدّس هي سورة العلق ، وأوّل آياتها بعد البسملة : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ
الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ
[١]ـ قيم أخلاقيّة في
فقه الإمام الصادق عليهالسلام
: الآية ١٠٤.
اسم الکتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة المؤلف : جلال معاش الجزء : 1 صفحة : 136