٣
ـ وكتب الإمام المهدي إلى إسحاق بن يعقوب
في زمن الغيبة الصغرى ، وخرج ذلك على يد محمّد بن عثمان ، وقال فيه :
«
وأمّا علّة ما وقع من الغيبة ، فإنّ الله عزّ وجلّ يقول :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ )[٢]إنّه لم
يكن أحد من آبائي إلاّ وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه ، وإنّي أخرج حين
أخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي ، وأمّا وجه الأنتفاع بي في غيبتي
فكالإنتفاع بالشمس إذا غيّبها عن الأبصار السحاب ، وإنّي لأمان لأهل الأرض
كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء ، فاغلقوا أبواب السؤال عمّا لا يعنيكم ،
ولا تتكلّفوا على ما قد كفيتم ، وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج ، فإنّ ذلك
فرجكم ، والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب ، وعلى من اتّبع الهدى »[٣].
قلت : بيّن العلاّمة المجلسي وجه
التشبيه بالشمس ضمن اُمور نذكرها تتميماً للفائدة ، فقال :
« التشبيه بالشمس المجلّلة بالسحاب يؤمي
إلى اُمور :
الأوّل
: أنّ نور الوجود والعلم والهداية يصل
إلى الخلق بتوسّطه عليهالسلام
؛ إذ ثبت بالأخبار المستفيضة أنّهم العلل الغائيّة لإيجاد الخلق ، فلولاهم لم يصل