اسم الکتاب : الإمام المهدي المصلح العالمي المنتظر المؤلف : المروجي الطبسي، محمد جواد الجزء : 1 صفحة : 70
نور الوجود إلى
غيرهم ، وببركتهم والاستشفاع بهم ، والتوسّل إليهم يظهر العلوم والمعارف
على الخلق ، ويكشف البلايا عنهم ، فلولاهم لاستحقّ الخلق بقبائح أعمالهم
أنواع العذاب ، كما قال تعالى : ( وَمَا كَانَ اللهُ
لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ )[١] ، ولقد جرّبنا
مراراً لا نحصيها أنّ عند انغلاق الاُمور ، وإعضال المسائل ، والبعد عن
جناب الحقّ تعالى ، وانسداد أبواب الفيض ، لما استشفعنا بهم وتوسّلنا
بأنوارهم ، فبقدر ما يحصل الإرتباط المعنوي بهم في ذلك الوقت ، فتنكشف تلك
الاُمور الصعبة ، وهذا معاين لمن أكحل الله عين قلبه بنور الإيمان ، وقد
مضى توضيح ذلك في كتاب الإمامة.
الثاني
: كما أنّ الشمس المحجوبة بالسحاب مع
إنتفاع النّاس بها ينتظرون في كلّ آن إنكشاف السحاب عنها وظهورها ، ليكون إنتفاعهم بها أكثر ، فكذلك في أيّام غيبته عليهالسلام
، ينتظر المخلصون من شيعته خروجه وظهوره في كلّ وقت وزمان ، ولا ييأسون منه.
الثالث
: أنّ منكر وجوده عليهالسلام مع وفور ظهور آثاره
كمنكر وجود الشمس إذا غيّبها السحاب عن الأبصار.
الرابع
: أنّ الشمس قد تكون غيبتها في السحاب
أصلح للعباد من ظهورها لهم بغير حجاب ، فذلك غيبته عليهالسلام
أصلح لهم في تلك الأزمان ، فلذا غاب عنهم.
الخامس
: أنّ الناظر إلى الشمس لا يمكنه النظر
إليها بارزة عن السحاب ، وربّما عمي بالنظر إليها لضعف الباصرة عن الإحاطة
بها ، فكذلك شمس ذاته المقدّسة ربّما يكون ظهوره أضرّ لبصائرهم ، ويكون
سبباً لعماهم عن الحقّ ، وتحتمل بصائرهم الإيمان به في غيبته ، ينظر
الإنسان إلى الشمس من