اسم الکتاب : الإمام المهدي المصلح العالمي المنتظر المؤلف : المروجي الطبسي، محمد جواد الجزء : 1 صفحة : 66
ومن جهة اُخرى : قلنا إنّ الشرائط تختلف
بينه وبينهم ، فإنّه لو قتل أحدهم كان آخر يقوم مقامه ، فإذا قتل الإمام
المهدي فمن الذي يقوم مقامه ويملأ الأرض عدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً ،
فخوفاً من قتله قبل ظهوره وجبت غيبته.
وأمّا الخوف المصرّح به في الروايات فلا
يكون على نفسه كخوفنا على أنفسنا ؛ لأنّ الشهادة والقتل في سبيل الله هي إحدى الكرامات التي يفتخر بها الأئمّة عليهمالسلام
، والمهدي أيضاً سوف يستشهد في النهاية على ما قيل ، ولكن علينا أن نعرف ما هو سبب خوفه ؟
فنقول : إذا قُتل عليهالسلام قبل أن يظهر ، فإنّ
الأرض ستخلو من الحجّة ، وهذا غير ممكن ، وستبقي أيضاً دولة الحقّ بدون قائدها ، وهو غير ممكن أيضاً.
روى الشيخ الطوسي بسنده عن ضريس الكناسي
، عن أبي خالد الكابلي ، قال : « سألت أبا جعفر عليهالسلام
أن يسمّي القائم حتّى أعرفه ، فقال : يا أبا خالد ، سألتني عن أمر لو أنّ بني فاطمة عرفوه لحرصوا على أن يقطوه بضعة بضعة
» [١].
وقال الصادق عليهالسلام لبعض أصحابه : « أمّا مولد موسىعليهالسلام، فإنّ
فرعون لمّا وقف على زوال ملكه على يده أمر إحضار الكهنة فدلّوا على نسبه ،
وأنّه يكون من بني إسرائيل ، فلم يزل يأمر أصحابه بشقّ بطن الحوامل من نساء
بني إسرائيل حتّى قتل في طلبه نيف وعشرون ألف مولود ، وتعذّر عليه الوصول
إلى قتل موسىعليهالسلامبحفظ الله تعالى إياّه ، كذلك بنو اُميّة وبنو العّباس ، لمّا أن وقفوا على أنّ زوال
مملكة الاُمراء والجبابرة منهم على يدي القائم ناصبونا للعداوة ، ووضعوا سيوفهم في قتل أهل بيت رسول اللهصلىاللهعليهوآله، وإبادة نسله طمعاً
منهم في الوصول إلى قتل القائم ،