اسم الکتاب : الإمام المهدي المصلح العالمي المنتظر المؤلف : المروجي الطبسي، محمد جواد الجزء : 1 صفحة : 141
ويستفاد من هذا اللقاء أنّه لم يقابله
في داره المعروفة بسرّ من رأى ولا في دار العمري ولا غيره ، بل في خارج دار غير معروفة ولا معتناً به.
٣ ـ فترة الغيبة
الكبرى
وأمّا سكن الإمام عليهالسلام في فترة الغيبة
فغير معلوم أيضاً ؛ لأنّ الاهتداء إلى مكانه ينافي الغيبة ، وقد قال الصادق عليهالسلام
: « للقائم
غيبتان إحداهما طويلة ، والاُخرى قصيرة ، فالاُولى يعلم بمكانه فيها خاصّة
من شيعته ، والاُخرى لا يعلم بمكانه فيها ، إلاّ خاصّة مواليه في دينه »[١].
وأشار الإمام المهدي إلى علّة خفاء
سكناه لإبراهيم بن مهزيار في لقاء كان معه : « إنّ
أبي
عهد إليَّ أن لا اُوطّن من الأرض إلّا أخفاها وأقصاها ، إسراراً لأمري ،
وتحصيناً لمحلّي ، لمكائد أهل الضلال والمردة من أحداث الاُمم الضوالّ ،
فنبذني إلى عالية الرمال ، وجبت صرائم الأرض »[٢].
فالإمام عليهالسلام
وإن كان سكناه على هذه الكرة الأرضيّة ، ولكن لا يعرف أحد مكانه ولا يهتدي إليها إلاّ الذي يلي خدمته ، كما يقال الصادق عليهالسلام أنّه : « لا يطلع
على موضعه أحد من ولده ولا غيره إلاّ المولى الذي يلي أمره »[٣].
نعم ، اُشير في بعض الروايات المرويّة
عن الباقر والصادق إلى بعض الأمكنة داخل المدينة وخارجها ، كطيبة أو جبل رضوى أو جبل طوى وغير ذلك ، ولكن لم يثبت ذلك فهي كما يلي :