اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 55
ومُستثناة مِن عموم
الآية الكريمة ، فلتكُن ثورة الحسين عليهالسلام
كذلك.
وما يُمكن أنْ يكون دليلاً على
الاستثناء أحد ثلاث أُمور مُتصوَّرة ، أصبحت سبباً لقناعة الأمام الحسين عليهالسلام بحركته :
الأمر
الأوَّل : الإلهام الذي يأمره بالخروج في هذا
السبيل أمراً وجوبيَّاً [١].
الأمر
الثاني : إنَّه تلقَّى الوجوب عن جَدِّه نبي
الإسلام صلىاللهعليهوآله[٢].
الأمر
الثالث : إنَّه رأى مصلحة عامَّة واضحة الصحَّة
وبعيدة المدى ، بحيث يكون سلوك هذا السبيل مِن قبيل التضحية بالأُمور الخاصَّة مِن
أجل المصالح العامَّة.
بقيَّة
الحديث عن التهلُكة
وإذا تمَّ لنا ـ كما حصل فعلاً مِمَّا
قلناه ـ تأويل الآية بالشكل المعقول ، الذي يصرفها عن محلِّ الكلام ومورد الإشكال
؛ إذاً سوف لن يكون سير الحسين عليهالسلام
في هذا السبيل ، وسير غيره مِن المعصومين عليهمالسلام
في طريق موتهم لا يكون أمراً مُحرَّماً ، بلْ هو جائز يختاره برضاه وطيب نفسه مِن
أجل رضاء الله عزَّ وجلَّ ، والنتائج المطلوبة في المُستقبل ، ولكنَّنا مع ذلك
نعرض في ما يلي الوجوه الأُخرى لتفسير ذلك مِمَّا قيل أو يُمكن أنْ يُقال في هذا
الصدد.
[١] أصول الكافي ج ١
ص ٢٤٤ ـ بتصرُّف واقتضاب ـ أسرار الشهادة للدربندي ص ٢٢٦.
[٢] البحار للمجلسي ج
٤٤ ص ٣٢٨ ـ مثير الأحزان لابن نما ص ٢٢ ـ اللهوف لابن طاووس ص ١١.
اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 55