اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 54
نتائجها بكلِّ تأكيد
، سواء النتائج المطلوب تحقُّقها منها في الدنيا أم المطلوب تحقُّقها في الآخرة ؛
فإنَّها نتائج كبيرة ومُهمَّة جِدَّاً ، ولعلَّنا في المُستقبل القريب لهذا البحث
سنحمل فكرة كافية عن ذلك. وليس مِن حقِّنا أصلاً أنْ نُلاحظ هذه الحركة مُنفصلة عن
النتائج ، خاصَّة بعد أنْ نعلم علم اليقين أنَّ الحسين عليهالسلام إنَّما أرادها لذلك
، وأنَّ الله سبحانه إنَّما أرادها منه لذلك. إذاً ؛ فتسعيرها الواقعي وإعطاؤها
قيمتها الحقيقيَّة ، إنَّما تكون مع مُلاحظة نتائجها لا محالة.
ومِن الواضح ـ عقلاً وعرفاً وعقلائيَّاً
ـ أنَّنا إذا لاحظناها مع نتائجها لم تكن (تهلُكة) بأيِّ حال ، بلْ كانت تضحية
بسيطة ـ مهما كانت مريرة ـ في سبيل نتائج عظيمة ومقامات عُليا في الدنيا والآخرة ،
لا تخطر على بال ولم يعرفها مخلوق ، ويكون الأمر بالرغم مِن أهمِّيَّته القُصوى ، بمنزلة
التضحية بالمصلحة الخاصَّة في سبيل المصلحة العامَّة ، وفي مثل ذلك لا يكون حقُّ
أحد الإرجاف بأنَّها (تهلُكة). فإذا لم تكن تهلُكة لم تكن مشمولة لحكم التحريم في
الآية الكريمة.
الوجه
الخامس : إنَّه لا يُحتمَل فقهاً وشرعاً في
الدين الإسلامي أنْ تكون كلُّ تهلُكة مُحرَّمة ، بلْ الآية الكريمة إنْ وجِد لها إطلاق
وشمول ، فهي مُخصَّصة بكثير مِن الموارد ؛ مِمَّا يجب فيه إلقاء النفس في المصاعب
الشديدة أو القتل ، أو يُستحب كالجهاد بقسميه الهجومي والدفاعي ، ومثل كلمة الحقِّ
عند سلطان جائر [١]
، ومثل تسليم المُجرم نفسه إلى القضاء الشرعي ؛ ليُقام عليه الحدُّ الذي قد يؤدِّي
به إلى الموت كالرجم والجَلْد والقطع وغيرها. وكلُّها جزماً مِن مصاديق التهلُكة
بالمعنى العام ، ولكنَّها واجبة حيناً ومُستحبَّة أحياناً.
إذاً ؛ فليس كلُّ تهلُكة مُحرَّمة ، فكما
أصبحت الأُمور المذكورة جائزة
[١] إسعاف الراغبين
لمحمد الصبان على هامش نور الأبصار للشبلنجي ص ٧٧ ـ التهذيب للطوسي ج ٦ ص ١٨٧.
اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 54