اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 56
الوجه
الأوَّل : النظر إلى المعصوم عليهالسلام كقائد دنيويٍّ ، ومِن
المعلوم أنَّ القائد الدنيويَّ قد لا يلتفت ، أو لا يتأكَّد مِن وقوعه في الموت في
هذا الصدد الذي هو فيه ، وإنَّما يأتيه سبب الموت على حين غرَّة. غير أنَّ هذا
الوجه غير تامٍّ لأكثر مِن جواب.
أوَّلاً
: المنع عن النظر إليهم كقوَّاد دنيوين ،
بعد كلِّ الذي برهنَّا عليه مِن كونهم مُسدَّدين مُلهمين مِن قبل الله سبحانه
وتعالى.
ثانياً
: إنَّنا حتَّى لو نظرنا إلى التسبيب
الطبيعي ، فإنَّه كثيراً ما يكون مِن الراجح جِدَّاً حصول الموت في الطُّرق التي
سلكها الأئمَّة في التسبيب لموتهم.
وأوضح مصاديق ذلك حركة الحسين عليهالسلام ؛ إذ كان هو يعلم
بموته ، وكذلك عدد مِمَّن ناقشه في سيره وأراد صرف رأيه عنه [١] ، كان مِمَّن يُرجِّح حصول مثل هذه
الكارثة التي حصلت له.
ومعه فمِن سُخْف القول : إنَّ الإمام عليهالسلام لم يكن مُلتفتاً
إلى ذلك أو مُحتملاً له سلفاً ؛ وإلاَّ فقد أنزلناه إلى مرتبة وضيعة مِن التفكير.
الوجه
الثاني : ما هو المشهور بين بعض المُفكِّرين في
الدين ، مِن أنَّ المعصوم وإنْ كان بحسب طبعه الأوَّل معصوماً عن الخطأ والنسيان ،
إلاَّ أنَّه في تلك الواقعة ، يعني : حين يُريد الله سبحانه التسبيب إلى موته يجعله
ناسياً أو جاهلاً بالنتائج ، فيذهب في هذا الطريق وهو لا يعلم [٢].
أقول
: وهذا الوجه إنَّما يكون حراماً إذا كان
عمديَّاً. وأمَّا إذا كان عن جهل أو نسيان ، فلا يكون مُحرَّماً. لاستحالة تكليف
الناسي والجاهل