اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 218
إلاّ الأشوس الأقعس
يستأنسون بالمنيّة دوني استئناس الطفل إلى محالب أمّه» [١].
فهذه هي نتيجة التمحيص والامتحان وهي
نتيجة ناجحة ، ولو كانوا قد قالوا غير ذلك لفشلوا في نظر الحسين عليهالسلام ، ولم يؤدّوا
تكليفهم الكامل أمام الله وأمام إمامهم ومصدر شريعتهم ، والظاهر أنّ فيما ذكرناه
الكفاية عن الدخول في المزيد من التفصيل.
الجهة الثانية : قالوا في
تاريخ واقعة الحسين عليهالسلام
: إنّ العبّاس عليهالسلام
حين ذهبَ ليملأ القربة بالماء ، وحاربَ أعداءه إلى أن وصلَ إلى ضفّة النهر ، قالوا
: ثمّ اغترفَ غرفة من الماء وأدناها من فمه ليشرب ، ثمّ رمى بها من يده وقال :
فقد يخطر في البال السؤال عمّا إذا كان
الأولى بالعبّاس عليهالسلام شُرب الماء ، للتقوّي
على الأعداء ، ومن ثَمّ نصرة الحسين عليهالسلام ، ومن ثمّ نصرة الدين
أساساً؟
إلاّ أنّه ينبغي أن يكون الجواب واضحاً
بعد كلّ الذي سبقَ أن عرفناه ؛ وذلك على عدّة مستويات ، نذكر منها :
المستوى
الأوّل : إنّه لم يكن يوجد أيّ سبب في ذلك الحين
ممّا يؤدي إلى نجاة الحسين عليهالسلام
من القتل ، فحتّى لو شَرب العبّاس الماء بالمقدار الذي